فوائد القرفة الصحية عديدة ومتنوعة ومعظمنا يجهل أهمية القرفة التي تعتبر واحدة من أكثر البهارات اللذيذة والأكثر صحة على هذا الكوكب، فيمكنها أن تخفض مستويات السكر في الدم، وتقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، ولها عدد كبير من الفوائد الصحية الرائعة الأخرى، وهذا سبب تقديرها لخصائصها الطبية لآلاف السنين، والآن أكد العلم الحديث ما عرفه الناس على مر العصور، هذه المادة التي تُصنع من لحاء الاشجار المعروفة علميًا باسم Cinnamomum، ويعود تاريخها إلى مصر القديمة، وكانت نادرة وقيّمة وكانت تعتبر هدية مناسبة للملوك، وفي هذه الأيام، القرفة رخيصة الثمن ومتوفرة في كل سوبر ماركت وتوجد كعنصر في العديد من الأطعمة والوصفات.
فوائد القرفة الصحية
ما هي القرفة؟
تصنع القرفة بقطع سيقان أشجار القرفة، ثم يتم استخراج اللحاء الداخلي وإزالة الأجزاء الخشبية، وعندما يجف، فإنه يشكل شرائط تلتف إلى لفائف تسمى أعواد القرفة، ويمكن طحن هذه الأعواد لتشكيل مسحوق القرفة، وللقرفة رائحة ونكهة متميزة تعود إلى الجزء الدهني الذي يحتوي على نسبة عالية جدًا من مركب سينمالدهيد، الذي يعتقد العلماء أن هذا المركب مسؤول عن معظم تأثيرات القرفة القوية على الصحة والتمثيل الغذائي .
اقرأ أيضًا:
هل شرب الكولا مفيد ؟ لهذه الأسباب يجب الابتعاد عنها
فوائد القرفة الصحية
تتميز هذه المادة بفوائدها الصحية والطبية الكثيرة والمتنوعة وفيما يلي أبرزها:
القرفة مليئة بمضادات الأكسدة
من أبرز فوائد القرفة الصحية باعتبارها مليئة بمضادات الأكسدة، فمن المعروف أن مضادات الأكسدة تحمي الجسم من الأكسدة التي تسببها الجذور الحرة، والقرفة غنية بمضادات الأكسدة القوية، مثل (البوليفينول )، وقد أُجريت دراسة قارنت النشاط المضاد للأكسدة لـ26 نوعًا من التوابل، وتوصلت هذه الدراسة إلى اعتبار القرفة الفائز في هذه المقارنة، حتى أنها تفوقت على “الأطعمة الخارقة” مثل الثوم ، وفي الواقع، إنها قوية جدًا بحيث يمكن استخدام القرفة كمواد حافظة طبيعية.
القرفة لها خصائص مضادة للالتهابات
الالتهاب مهم للغاية، حيث يساعد الجسم على محاربة الالتهابات وإصلاح تلف الأنسجة، ومع ذلك، يمكن أن يصبح الالتهاب مشكلة عندما يكون مزمنًا وموجهًا ضد أنسجة الجسم، وقد تفيد القرفة في هذا الصدد، وهذا ما تشير إليه الدراسات بأن هذه التوابل ومضادات الأكسدة لها خصائص قوية مضادة للالتهابات.
اقرأ أيضًا:
أطعمة تساعد على الوقاية من السرطان لا تتوقعها
القرفة قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب
تم ربط القرفة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التي تعتبر السبب الأكثر شيوعًا للوفاة المبكرة في العالم، وقد تبين أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 ، أن 1 جرام أو حوالي نصف ملعقة صغيرة من القرفة يوميًا لها آثار مفيدة على علامات الدم، فيمكن أن يقلل من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، بينما يظل الكوليسترول الحميد “الجيد” مستقرًا، وفي الدراسات التي أجريت على الحيوانات ، تبين أن القرفة تقلل من ضغط الدم، وبين كل هذه العوامل قد تقلل عند الجميع بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب.
القرفة يمكن أن تحسن الحساسية لهرمون الأنسولين
الأنسولين هو أحد الهرمونات الرئيسية التي تنظم التمثيل الغذائي واستخدام الطاقة، وهو ضروري أيضًا لنقل سكر الدم من مجرى الدم إلى الخلايا، والمشكلة هي أن الكثير من الناس يقاومون تأثيرات الأنسولين.
ويُعرف هذا بمقاومة الأنسولين، وهي سمة مميزة للحالات الخطيرة مثل متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع 2، وما يسرّ أن القرفة يمكن أن تقلل بشكل كبير من مقاومة الأنسولين، مما يساعد هذا الهرمون المهم على القيام بعمله ، وعن طريق زيادة حساسية الأنسولين، يمكن للقرفة أن تخفض مستويات السكر في الدم.
قد يهمك أيضًا:
أفضل مشروب لإبطاء الشيخوخة
القرفة تخفض مستويات السكر في الدم
للقرفة تأثير قوي في مكافحة مرض السكري، حيث تشتهر بخصائصها الخافضة للسكر في الدم، وبصرف النظر عن الآثار المفيدة على مقاومة الأنسولين، يمكن للقرفة أن تخفض نسبة السكر في الدم بعدة آليات أخرى مثل:
- تبين أن القرفة تقلل من كمية الجلوكوز التي تدخل مجرى الدم بعد الوجبة، ويتم ذلك عن طريق التدخل في العديد من إنزيمات الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى إبطاء تكسير الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي.
- يمكن لمركب في القرفة أن يعمل على الخلايا عن طريق محاكاة الأنسولين، وهذا يؤدي إلى تحسين امتصاص الخلايا للجلوكوز بشكل كبير، على الرغم من أنه يعمل بشكل أبطأ بكثير من الأنسولين نفسه.
ويجدر الإشارة بحسب الاختصاصيون إلى أن الجرعة الفعّالة هي عادة 1-6 جرام أو حوالي 0.5-2 ملاعق صغيرة من القرفة في اليوم.
القرفة لها آثار مفيدة على الأمراض التنكسية العصبية
تتميز الأمراض التنكسية العصبية بفقدان تدريجي لهيكل أو وظيفة خلايا الدماغ، ويعد مرض الزهايمر ومرض باركنسون من أكثر الأنواع شيوعًا، ويبدو أن مركبين موجودين في القرفة يمنعان تراكم بروتين يسمى تاو في الدماغ، وهو أحد السمات المميزة لمرض الزهايمر.
في دراسة أجريت على الفئران المصابة بمرض باركنسون، ساعدت القرفة في حماية الخلايا العصبية، وتطبيع مستويات الناقل العصبي وتحسين الوظيفة الحركية، ولكن هذه الآثار تحتاج إلى مزيد من الدراسة في البشر.
القرفة قد تقي من السرطان
السرطان مرض خطير يتميز بنمو الخلايا غير المنضبط، وقد تمت دراسة القرفة على نطاق واسع لاستخدامها المحتمل في الوقاية من السرطان وعلاجه، وبشكل عام، يقتصر الدليل على الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات، والتي تشير إلى أن مستخلصات القرفة قد تحمي من السرطان، فهي تعمل على الحد من نمو الخلايا السرطانية وتكوين الأوعية الدموية في الأورام ويبدو مستخلصات القرفة سامة للخلايا السرطانية، مما يتسبب في موتها.
كشفت دراسة أجريت على الفئران المصابة بسرطان القولون أن القرفة منشط فعال لإنزيمات إزالة السموم في القولون، مما يحمي من نمو السرطان بشكل أكبر، تم دعم هذه النتائج من خلال تجارب أنبوب الاختبار، والتي أظهرت أن القرفة تنشط الاستجابات الوقائية المضادة للأكسدة في خلايا القولون البشرية.
القرفة تساعد في محاربة الالتهابات البكتيرية والفطرية
قد يساعد السينمالدهيد، وهو أحد المكونات النشطة الرئيسية للقرفة، في محاربة أنواع مختلفة من العدوى، حيث ثبت أن زيت القرفة يعالج بشكل فعال التهابات الجهاز التنفسي التي تسببها الفطريات، ويمكن أن يمنع أيضًا نمو بعض البكتيريا، بما في ذلك الليستريا والسالمونيلا، ومع ذلك، فإن الأدلة محدودة وحتى الآن لم يتم إثبات أن القرفة تقلل الالتهابات في أماكن أخرى من الجسم.
قد تساعد التأثيرات المضادة للميكروبات للقرفة أيضًا في منع تسوس الأسنان وتقليل رائحة الفم الكريهة .
القرفة قد تساعد في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية
فيروس نقص المناعة البشرية هو فيروس يكسر جهاز المناعة ببطء، مما قد يؤدي في النهاية إلى الإيدز، إذا لم يتم علاجه، ويُعتقد أن القرفة المستخرجة من أصناف معينة مثل كاسيا تساعد في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية -1، السلالة الأكثر شيوعًا لفيروس نقص المناعة البشرية في البشر.
وجدت دراسة معملية تبحث في الخلايا المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أن القرفة كانت العلاج الأكثر فعالية من بين جميع النباتات الطبية الـ 69 التي تمت دراستها، ومع ذلك هناك حاجة لتجارب بشرية لتأكيد هذه التأثيرات.
اقرأ أيضًا:
أفضل العصائر لحر الصيف