نور فرحات: أطالب برئيس مدني ومصر في مفترق الطرق وهذا هو الطريق

نور فرحات: أطالب برئيس مدني ومصر في مفترق الطرق وهذا هو الطريق

أوضح الفقيه الدستوري وأستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق الدكتور “نور فرحات”، في تدوينة على صفحته على فيسبوك بعنوان “نتكلم بصراحة والله المستعان”، أن حجة ترشح السيسي الآن لم تعد مقبولة، وتساءل ماذا يمنع أن يكون الرئيس شخص مدني ذو خبرة سياسية وتوجه سياسي معلن؟، وأنه يرفض الخلط بين العسكرية والسياسة بنفس القدر الذي يرفض فيه الخلط بين الدين والسياسة.

وطالب “فرحات” في تدوينته بإحترام الدستور، وتأمين حريات الناس، ورفع يد أجهزة الأمن عن كل ما يخرج عن مهمة الأمن بالمعنى المهني، وكفالة استقلالية السلطات خاصة التشريعية والقضائية، وإعادة الثقة للأحزاب السياسية الحقيقية ذات البرامج والتوجهات المعلنة، وترك الناس يبدعون في رسم مستقبلهم.

وفيما يلي نص تدوينته على فيسبوك.

نتكلم بصراحة والله المستعان :
تذكرون طبعا التفويض المشهور من المجلس الأعلى للقوات المسلحة للمشير السيسى لترشيح نفسه للرئاسة .
أنا شخصيا ( وقد أكون مخطئا) فهمت هذا التفويض على إنه بداية الحكم العسكرى المباشر لمصر وعودة إلى عام ١٩٥٤تحديدا .
يومها استضافتنى قناة العربية وسألتنى عن رأيي فى التصريح .
قلت ليس فى الدستور الحالى إو أى دستور سابق ما يخول المجلس سلطة تفويض شخص للترشح للرئاسة .
كما أنه لم يكن فى دستور ١٩٧١ ما يخول مبارك عند تنحيه أن يفوض المجلس فى إدارة شئون البلاد. وقلت : لقد أعطى من لا يملك تفويضا لمن قد يستحق أو لا يستحق .
الحجة التى كانت تدعم ترشح المشير السيسى للرئاسة هى الحفاظ على كيان الدولة وعلى الأمن .
وهى حجة كانت تبدو مقبولة وقتها حين كانت محاولات اختطاف مصر تجرى على قدم وساق .
ولكن هذه الحجة تحمل لمن يتأملها فى العمق معنى مضمرا لا يقبله أى مصرى ولا يقبله جيش مصر ( رمز الوطنية المصرية ) وهى أن الجيش لا يقوم بواجباته الدستورية فى الحفاظ على أمن مصر ووحدة الدولة المصرية إلا إذا كان منه الرئيس . وهذا معنى لم يخطر على بال أحد ولا يقبله أحد فى دولة تحترم الدستور والقانون .
ماذا يمنع أن يكون الرئيس شخص مدنى ذو خبرة سياسية وتوجه سياسى معلن يحكم مع برلمان قوى يراقب السلطة التنفيذية عن حق وفى نفس الوقت يقوم الجيش الذى هو موضع إجلال وفخار الجميع بواجباته الدستورية فى الدفاع عن مصر ووحدتها ؟
هكذا يجرى الأمر فى كل أنحاء العالم الديموقراطى.
فليعذرنى الجميع ، ولتعذرنى الأجهزة ، ولنأخذ الأمر دون حساسيات مهنية ،
فمصر فى مفترق الطرق ومهب الريح.
إننى أرفض الخلط بين العسكرية والسياسة بنفس القدر الذى نرفض فيه الخلط بين الدين والسياسة .
أعيدوا الثقة للأحزاب السياسية الحقيقية ذات البرامج والتوجهات المعلنة ، اكفلوا استقلالية السلطات خاصة التشريعية والقضائية ، أمنوا حريات الناس ، ارفعوا يد أجهزة الأمن عن كل ما يخرج عن مهمة الأمن بالمعنى المهنى ، ودعوا الناس يبدعون فى رسم مستقبلهم . ، واحترموا الدستور . هذا هو الطريق . والله المستعان .