كلمات خرجت من الطفل الصغير سيد لوالدته قال خلالها “متحبسينيش تاني أنا عايز ألعب فالشارع مع أصحابي”، فكانت تلك هي آخر كلمات تصدر عن الطفل البالغ من العمر 7 سنوات، الذي ذهب مثلما يفعل في العادة للعب مع أصدقائه في الشارع، لكن الأمر في تلك المرة كان مختلفاً، حيث قام شاب بإستدراج الطفل وضربه بعنف بوسطة “فازة” وهو ما تسبب في وفاة الطفل في الحال، فقام القاتل بدفنه في مقابر منطقة المعصرة في محاولة منه لإخفاء جريمته.
يقع بيت الضحية في منطقة منشأة حدائق حلوان وبالتحديد في شارع عبد الرازق بيومي، ويتكون العقار من 5 طوابق، جلست الأم وهي تبكي وتحتضن صورة نجلها الضحية وتجلس من حولها سيدات يرتدين الملابس السوداء، وروت تفاصيل يوم الواقعة حيث قالت إنها لم تكن موافقة على ذهاب إبنها “سيد” للعب في الشارع ولكن أمام إلحاحه وإصراره إضطرت للموافقة، وبعد مرور ساعة سألت الأم عن إبنها لكنها لم تجد له أثراً، وأضافت “إتصدمت لما رجع لنا جثة بعدما تم قتله على يد جارنا” حسبي الله ونعم الوكيل، اللي عمل كدا لازم يتم إعدامه في ميدان عام.
وأشار الأب أن يوم الواقعة تأخر إبنه حتى آذان المغرب وهو ما جعله يقوم بالبحث عنه في كل مكان دون جدوى، وأثناء البحث كان الجار القاتل يطمئن الأب ويقول له “إطمن إن شاء الله هتلاقيه، وبعد مرور 15 يوم من إختفاء الطفل ورد إلى الأب إتصال هاتفي يطالبه بضرورة الحضور فوراً.
وبعد ذهاب الأب للقسم سأل هناك “دي هدوم إبنك”، وهي كلمة قالها أحد الضباط أثناء حمله لملابس الطفل “سيد”، وعندما أجابه الأب بالتأكيد، قال له الضابط “إبنك إتقتل”، فذهب الأب إلى مشرحة زينهم التي إستقبلت جثة الضحية ليجدها في حالة تحلل كاملة ولا يوجد بها أي آثار للدم، مطالباً بالقصاص من قاتله.
أحمد النادي “جد الطفل الضحية” عاش كواليس التوصل إلى القاتل وكشفه، حيث بدأ ضباط المباحث في التحقيق للكشف عن هوية القاتل، موضحاً أنه قد تم التحقيق مع عدد من الجيران والأصدقاء، وتم نشر عدد من عناصر الشرطة السرية في منطقة المقابر وفي الحي الذي يسكن به الضحية، وتم ملاحظة تردد المتهم أكثر من مرة على مكان العثور على الجثة فتم القبض عليه.
الجيران إتفقوا على أن المتهم شخص سيء السمعة ودائم التحرش بالأطفال والسيدات، وأنه قد سبق له وأن تحرش بعدد من السيدات أثناء نشوب حريق في إحدى الشقق السكنية، حيث إستغل إنشغال الجميع بإطفاء الحريق وقام بالتحرش بالسيدات، لكنهن تجمعن عليه وقاموا بضربه بالأحذية.
فيما إدعى البعض بأن المتهم مريض نفسي وهو ما نفته أم يوسف التي قالت “هو في مريض نفسي ولا مجنون بيشتري كل يوم بضاعه بـ 5 آلاف جنيه؟”، موضحةً انه سبق له أن إستدرج بعض الأطفال وحاول التعدي جنسياً عليهم لكن الأهالي تمكنوا من الإمساك به وطالبوا والدته بحبسه في المنزل وعدم طلقه في الشارع.
فيما قالت نور خالد الضحية، أن والدة القاتل تتركه يخرج للشارع بسبب خوفها على أحفادها منه، وخلال التحقيقات قال المتهم أن الطفل الضحية يوم الحادث قام بمضايقته وسبه وسب والدته بألفاظ نابية أمام جموع الأطفال بالمنطقة وقام بمناداته بإسم يكرهه وهو “يا حليمة”، فقام بإستدراجه بعيداً عن باقي الأطفال وضربه على رأسه بآلة حادة تسببت في وفاته.
وأشار المتهم خلال التحقيقات أنه قام بخلع ملابس الضحية وغسله ووجهه ناحية القبلة في المقابر، وعليه أمر اللواء خالد عبد العال مساعد مدير أمن القاهرة، بإحالة المتهم للنيابة العامة من أجل مباشرة التحقيقات.