مثلها كمثل باقي فتيات جيلها، كانت تحلم “تقى ناجي” التي تدرس بكلية الآداب، بليلة العمر التي ستزف فيها على شريك حياتها، لكن كان للقدر رأي آخر حال دون أن تعيش حلمها، ففي يوم نقل عزال تقى إلى منزلها الجديد ، حيث إستغل لصان من أبناء المنطقة خلو المنزل لإنشغال المتواجدين به في النقل للمنزل الجديد، ولكنهم عندما دخلوا لسرقته فوجئوا بها فطعنوها بـ 11 طعنة قاتلة فارقت الحياة على إثرها قبل أسبوع واحد فقط من زفافها.
إحدى جارات العروسة الضحية أكدت أنها كانت منشغلة منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي في تجهيز وترتيب عزالها إلى منزل الزوجية، وكانت تقوم بالإنتقال كالفراشة من غرفة للأخرى لتحضر قطع الأثاث التي إختارتها قطعة قطعة بعناية شديدة، وبعد صلاة العصر أتت السيارة التي ستحمل الأساس لمنزل الزوجية، وكانت تقى تقوم بالإشراف على عملية النقل خشيةً أن تتعرض أي من القطى للأذى أو الكسر، وعقب الإنتهاء من رص الأثاث في السيارة ذهب الجميع مغادرين المنزل إلى منزل الزوجية للمساعدة في إنزال الأثاث به ورصه، وتركوا تقى وحيدة وذلك لأن العادات الريفية تمنع خروج العروسة مع أهلها يوم نقل الأثاث.
أيمن قنديل زوج أخت “تقى” أكد أن الجميع عاد بعد ذلك من منزل العريس إلى منزل والد العروسة وأخذ الجميع في طرق الباب بقوة دون أن تفتح تقى، فقاموا بالإتصال على هاتفها المحمول أكثر من مرة ولكنها لم تقم بالرد أيضاً، فإضطروا إلى كسر باب الشقة ليجدوا تقى غارقة في بركة من الدماء وجسدها مليء بالطعنات النافذة في الرقبة وفي عدة أنحاء أخرى متفرقة.
منة صديقة الضحية تقى تقول إنها فوجئت بخبر وفاة صديقتها الذي وقع عليها كالصاعقة لدى حضورها لحفل زفاف صديقة لها، موضحةً أن تقى كانت سعيدةً جداً بعريسها أحمد ووافقت عليه بمجرد أن تقدم لها قائلةً “حسبي الله ونعم الوكيل”.
كشف لغز مقتل “تقى ناجي” عروس كفر الجزار ببنها
وظل لغز قتل تقى ناجي لغزاً محيراً لكافة أهالي “كفر الجزار” حتى نجح رجال مباحث بنها في فك خيوط تلك الواقعة التي تبين وجود جريمة بشعة خلفها، حيث قام بإرتكاب الواقعة “حسان صالح” ويبلغ من العمر 18 عاماً، وساعده صديقه أحمد ويبلغ من العمر 17 عاماً، والإثنان جيران الضحية وقد خططا لسرقة منزلها أثناء نقل أثاثها وعزالها إلى منزل زوجها.
وظل المتهمان يراقبان المنزل حتى رأيا المجني عليها تقوم بالخروج من المنزل برفقة إحدى صديقاتها فظنا أنها سوف تذهب مع الجميع لمنزل الزوجية، لكنها في الحقيقة كانت توصل صديقتها إلى السيارة وعادت لمنزلها من جديد دون أن يراها اللصان اللذان إعتقدا أن المنزل خالياً، وقد دخلت تقى للمنزل وتوضأت وهبت للإستعداد للصلاة، فسمعت طرقاً على الباب وعندما ذهبت وفتحت قام المتهمان بتوجيه 11 طعنة لها بكافة أنحاء جسدها، وهو ما أصابها بنزيف حاد في الدورة الدموية، وقام اللصان بعد ذلك بسرقة هاتفها وهاتف والدتها والدبلة الخاصة بها وفرا هاربين.
التحقيقات أيضاً كشفت أنه عقب عودة أهل تقى للمنزل وطرقهم الشديد على الباب دون أن تفتح، ساعدهم المتهم حسان في كسر الباب وحملها وأوهمهم بأنه يحاول إنقاذها حتى لا يفتضح أمره، وقد أشاد الجيران بخلق الضحية وحسن معاملتها لجيرانها قائلين “كانت بنت حلال مشفناش منها حاجة وحشة”.
حسبى الله ونعم الوكيل