في اكتشاف جديد يُعد الأكبر في تاريخ وكالة الفضاء “ناسا”، تزيح الوكالة الستار اليوم عن اكتشافها لنظام شمسي جديد قد يحتوي -في اعتقادها- على حياة، حيث أعلن علماء الوكالة اليوم عن النظام الشمسي والذي يبعد عن كوكب الأرض مسافة 40 سنة ضوئية، وبذلك فهو يُعتبر أقرب الكواكب الشبيهة بالأرض والتي تم اكتشافها حتى اليوم.
النجم ترابيست والكواكب التي تدور حوله
يتكون النظام الشمسي وفقاً لتقارير “ناسا” من النجم ترابيست، وهو نجم صغير وبارد أيضاً مقارنة بشمس مجموعتنا التي يدور حولها كوكب الأرض، أما عن الكواكب فيدور سبع كواكب في مثل حجم الأرض حول هذا النجم مما يُعزز فكرة وجود حياة على الكوكب.
كما أن التوقعات الأولى التي ظهرت في تقارير الوكالة تُفيد بأن درجة الحرارة على سطح الكواكب مماثلة لتلك الخاصة بكوكبنا، مع احتمالية وجود ماء فحتى إن لم يكن عليه حياة خاصة به، فقد يكون مناسباً على الأقل لحياة البشر على كوكبنا.
فرضيات تساند فكرة قابلية الحياة على سطح إحدى الكواكب
لم يعد الشغل الشاغل لعلماء الفضاء هو مجرد تحقيق فكرة السياحة الفضائية وحسب، بل امتد الأمر ليطرق أبواباً جديدة، ليفتح أمام البشر آفاقاً جديدة قد يكون أهمها هو وجود مكان آخر للحياة غير كوكب الأرض، فمهما يكن فإن كوكبنا ذا مصادر محدودة، ومن المؤكد أنها ستنضب يوماً ما، لذلك حملوا على عاتقهم فكرة وجود أماكن جديدة للحياة وبالفعل قد يكون أحذ هذه الكواكب السبعة هو المحطة القادمة للأسباب الآتية
- أحد هذه الكواكب وهو يحمل اسم “ترابيس ون آي” لديه تقريباً نفس حجم الأرض، بل وأن بُعده عن النجم “ترابيست” هي نفس المسافة بين الأرض والشمس، حيث تسمح هذه له هذه الصفات بأن يستقبل كميات من الضوء والحرارة كافية لوجود ماء علي سطحه.
- الكواكب التي تدور حول النجم هي كواكب صخرية.
- إمكانية دراسة الغلاف الجوي لهذه الكواكب في العام المُقبل، حيث من المُفترض أن يتم إطلاق تليسكوب “جيمس ويب”، والذي يتمتع بإمكانية دراسة الكواكب البعيدة.
- تُعتبر هذه المجموعة الشمسية هي أقرب مجموعة يتم اكتشافها ويرى العلماء أن فرصة العيش عليها كبيرة، فهي تبعد عن الأرض فقط مسافة 40 سنة ضوئية، بخلاف كوكب “كيبلر 452b” والذي يبعد عن الأرض مسافة 1400 سنة ضوئية.
- يعتقد العلماء في الوكالة أن هناك بالفعل ثلاثة كواكب لديها كل المتطلبات لتتطور عليها حياة.
صعوبات تواجه العلماء للتأكد من احتمالية الحياة على كواكب المجموعة
بجانب ما سبق، ولكن يبدو أن الفرحة لن تكتمل الآن، فما زالت بعض المعلومات غير مكتملة وطرق الوصول للكوكب صعبة المنال على المدى القريب.
- المسافات بين الكواكب قريبة للغاية مما يُضعف من احتمالية وجود أقمار حول الكواكب السبعة، حيث أنه يمكن للبشر إذا كانوا على سطح أحد الكواكب، أن يرو الكوكب القريب منه كما يروا القمر هنا على سطح الأرض.
- لا يستطيع العلماء حتى الآن الجزم بوجود حياة من عدمه على هذه الكواكب، فقد تكون هناك بالفعل حضارات ولكنها أقل من الحضارة البشرية، لذلك فهم لم يصلوا لنا بعد، أو يكونوا أذكي منا بكثير لدرجة أننا لم نمثل لهم شيئاً يستحق الملاحظة، أو أن الحياة منعدمة حتى هذه اللحظة، أو أنها مُجرد حياة ميكروبية بدائية على سطح هذه الكواكب.
- مع أن هذه المجموعة قريبة فعلاً من الأرض، ولكن إن أردنا الوصول لها فسيتطلب الأمر منا 44 مليون سنة أرضية حتى تصل المركبة إلى أحد الكواكب.
- لم يكن هذا الاكتشاف بصرياً، بل كان عن طريق دراسة الأطياف المُنبعثة من هذا النظام الشمسي، مما يجعل بعض المعلومات استنتاجات صحيحة، والبعض الآخر محل شك.
في النهاية، يظل هذا الاكتشاف هو الأكبر من نوعه في تاريخ استكشاف الفضاء، ويوماً ما قد نقابل شكل جديد من أشكال الحياة في كوننا البديع.