أصدرت سفارات الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة بيانات يوم الجمعة، محذّرة رعاياها المقيمين في مصر إلى تجنب التجمعات والأماكن العامة يوم الأحد بسبب مخاوف أمنية محتملة.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا في أعقاب التحذير الذي أطلقته السفارات المذكورة، اعترضت بموجبه على تلك التحذيرات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد أن السفارة الأمريكية لم تنسّق مع وزارة الداخلية أو إخطار أي جهة أمنية رسمية في مصر حول الأسباب وراء التحذيرات.
وأضاف أبو زيد أيضا إلى أن وزارة الشؤون الخارجية اتصلت بالسفارة الأمريكية مباشرة لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا التحذير، وقالت السفارة انه لا توجد أسباب محددة، ومع ذلك، فإنه عدا ذلك إلى كونه إجراء احترازي يُؤخذ عادة في أيام العطل الطويلة، واستنكر أبو زيد التحذيرات وقال انه قد يكون لها آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد.
وقالت السفارة الأمريكية في بيانها محذرة رعاياها في مصر “ينبغي تجنب الحفلات القاعات ودور السينما، والملاعب الرياضية في القاهرة، وأضاف أن المواطنين يجب أن يكونوا على بيّنة من محيطهم واتخاذ احتياطات أمنية جيدة، وقد أعقب هذا البيان التحذيري ، صدور بيانات مماثلة عن سفارتي كندا والمملكة المتحدة.
والسفارة الكندية لدى تحذيرا على موقعها على الانترنت للمواطنين الكنديين أضافت بما يوحي لتجنب السفر إلى مصر، باستثناء البحر الأحمر والمنتجعات الساحلية والمنطقة على طول نهر النيل العلوي من الأقصر إلى أسوان، وذلك بسبب توترات الوضع الأمني والسياسي حسب زعمها.
ولم يصدر عن أي من السفارات المذكورة أعلاه أي تعليق ولم تحدد أسباب قلقها وما إذا كانت تتعلق بالذكرى السنوية لمذبحة ماسبيرو التي وقعت في 9 أكتوبر 2011.
وبحسب محللون سياسيون أن الولايات المتحدة وإسرائيل عادة تحذر مواطنيها في الأعياد الوطنية، ومع ذلك، الأحد لا يتزامن مع عطلة وطنية، ولكن يوجد ثلاثة أحداث رئيسية قد تكون وراء هذه التحذيرات .
فيوم الأحد هو الذكرى السنوية لمذبحة ماسبيرووهو قد يكون السبب وراء مخاوف الولايات المتحدة والبلدان الأخرى التي خطت على خطاها والحدث الثاني هو خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في البرلمان، والحدث الثالث يمكن أن يُعزى إلى عدم استقرار السياحة حسب ما عزت وزارة الخارجية المصرية أن يكون السبب وراء هذه التحذيرات.
ولكن الرأي الأقوى المرجّح لدى المحللون السياسيون أن يكون الدافع من وراء هذه البيانات التحذيرية يرتبط بقوة بالذكرى السنوية لمجزرة ماسبيرو.
وعلى الجانب الآخر ومن ناحية أخرى، قال محللون سياسيون أنه من المستبعد إمكانية أن تكون السفارات أصدرت تحذيراتها لمواطنيها بسبب ذكرى مذبحة ماسبيرو، ومن المتوقع ان النشطاء السياسيين الأقباط قد تحيي سلميا الذكرى دون أي مخاوف أمنية.
وتجدر الإشارة إلى أن التحذيرات من قبل السفارات أتى بعد أسابيع قليلة من خبر أوردته صحيفة الأهرام يدعي أن هناك مؤامرة خارجية من قبل “قوى الشر” ضد مصر، ولم يذكر التقرير من هم المتآمرين ضد مصر.
قد أصبحت مثل هذه التحذيرات من السفارات شائعة في السنوات الخمس الماضية عقب ثورة 25 يناير، وبالتالي لا يعني ذلك أن شيئا مخلا بالأمن قد يحدث في هذا اليوم عقب هذه التحذيرات الغامضة.