بعد أن قرر 51.9% من الناخبين البريطانيين أن يغيروا مسار التاريخ الأوروبي الحديث بتصويتهم لصالح قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تهاوى سعر صرف الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياته حيث وصل سعر الجنيه إلى 1.3459 دولار، وهو انخفاض لم يحدث منذ عام 1985.
ولا زالت تداعيات قرار البريطانيون، تقرير مصيرهم والانفصال الدائم مع الاتحاد الأوروبي بعد 43 سنة، تلوح في الأفق اقتصاديا وسياسيا، حيث انخفض سوق البورصة بنسبة 8 في المئة، وذلك عند افتتاح مؤشر فوتسي 100 اليوم الجمعة.
وسجل مؤشر نيكي في طوكيو 225 بانخفاض 6 في المئة، وارتفع سعر صرف الين الياباني بنسبة 5 في المئة، حيث تزاحم المستثمرون على العملة اليابانية التي رأوها ملاذا آمنا لهم، أما أسعار الذهب العالمية فقد إرتفعت بنسبة 7 في المئة، لتصل إلى 1,348.27 دولار للأوقية.
أما بورصة وول ستريت فقد أغلقت في نهاية التداول مسجلة ارتفاع بنسبة 1.3 في المئة في مؤشرا داو جونز وإس آند بي، كذلك ارتفع مؤشر داكس في فرانكفورت ومؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 1.8 و2 في المئة على التوالي.
سياسيا أبدى كثير من المراقبين تخوفهم من تداعيات قرار انفصال بريطانيا على صمود وحدة الاتحاد الأوربي، خصوصا بعد أن دعت أصوات سياسية بارزة في دول أوروبية كبرى بالسير مثل بريطانيا ونيل “استقلالهم”.
ومن أبرز تلك الأصوات، حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا الذي دعا اليوم الجمعة إلى إجراء استفتاء على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، وخيرت فيلدرز عضو في مجلس النواب الهولندي الذي نادى بدوره إلى القيام باستفتاء على عضوية هولندا في الاتحاد الأوروبي.
يوم حزين هو هذا الذي تشهده أوروبا، حيث اعتبرت وزارة الخارجية الألمانية بلسان وزيرها فرانك فالتر شتاينماير، بأن: “الأنباء الواردة من بريطانيا صادمة.. يبدو أنه يوم حزين لأوروبا وبريطانيا”، ودعت كل الزعماء الأوروبيين بالعمل على الحفاظ على تماسك وحدة أوروبا، ومن المرتقب أن نشهد في الأيام القادمة اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي للوقوف على قرار بريطانيا، بعد دعوة رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل، إلى عقده لإعادة تأكيد التزام بروكسل حيال الاتحاد.