أرجع القيادي السلفي “عبد الرحمن لطفي” باب الحديث عن صلاة الفجر وعدم صحة صلاتها في وقتها الصحيح في مصر على حد مزاعمة، متابعاً أن المصريين يصلون الفجر قبل موعده بـ 20 دقيقة وبالتالي صلاتهم باطلة، وهو الأمر الذي كان محل نقض مجمع البحوث الإسلامية لفترة طويلة، مشددين على أن هذا الكلام من شأنه تشويه صورة الإسلام في الخارج وتشكيك المسلمين في ثاني ركن من أركان الإسلام وهي الصلاة.
وقد استند القيادي السلفي في أقواله بعدم صحة صلاة الفجر على أن المساجد في مصر تؤذن لصلاة الفجر قبل موعده بـ 20 دقيقة، موجهاً حديثه للمسلمين وأتباع الجماعات والأحزاب السياسية بالإهتمام بهذا الأمر الذي يعد خطير كما أدعى إذ يجب الإهتمام بالوقت الفعلي لأداء الصلاة وعدم أدائها قبل وقتها وبالتالي تصبح باطلة، إذ أن شرط صحة الصلاة يفترض العلم اليقيني بوقت دخولها.
البحوث الإسلامية ترد على الداعية السلفي
ومن جانبه قال عضو مجلس البحوث الإسلامية “محمد الشحات الجندي” أن إدعائات بطلان صلاة الفجر في مصر وأدائها قبل موعدها بـ 20 دقيقة هي إدعائات باطلة ولا أساس لها من الصحة كذلك فهي لا تحمل أي أدلة، مشدداً على أن مواقيت الصلاة في مصر تم وضعها بناء على ضوابط الرؤية الشرعية.
فيما تابع الجندي، أن الغرض من أثارة هذه الأقاويل مرة أخرى غير معلوم، إذ أن الهدف منه هو تشكيك المسلمين في ثاني ركن من أركان الإسلام إلى جانب تشويه صورة الإسلام في الخارج، وقد أيده الدكتور “عبد الله النجار” أحد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، واصفاً كلام القيادي السلفي بعدم صحة صلاة الفجر في مصر بأنها تصريحات “كلام المهاويس”.
وتابع النجار في تصريحات خاصة قائلاً، أن هذه الأقاويل تتلاعب بعقول المصريين بينما لا تقوم على أسس أو ضوابط دينية صحيحة، مشيراً إلى أن هذا الأمر طُرح من قبل وتم ضحد مزاعمه من دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية، حيث أن ما يشير إليه الداعية السلفي كلام فارغ ليس له وزن، فمن يتغرد بمثل هذه الأقاويل بدون دلائل أصحاب عقول فارغة وليس لديهم موضوعات يتحدثون فيها كذلك فهم يسعون للشهرة والظهور.
مجلس شورى الجماعة يرد على الداعية السلفي
قال رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية “الشيخ أسامة حافظ”، أن صلاة الفجر تؤدى في مصر في موعدها بدون شك نافياً مزاعم الشيخ السلفي، مستعيناً في ذلك بفتوى قديمة للشيخ “جاد الحق” أحد شيوخ الأزهر الشريف والتي أكد فيها على صحة موعد صلاة الفجر في مصر التي يتم تحديدها وفقاً لنواحي شرعية وفلكية وفقاً لما أكده قدامى علماء الفلك المسلمين، وأيضاً يتم مراعاة المواقيت الحسابيبة للصلاة والصوم مع مراعاة فروق التوقيت من مكان إلى آخر، حيث نزلت هذه المواقيت الشرعية على النبي محمد صل الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام، كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، وبالتالي فإنه يجب على من يقولون في الدين بغير علم أن يتقوا الله لئلا يضلون الناس بفتاويهم.
وتابع رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن ادعائات عدم صحة موعد صلاة الفجر في موعدها يتناقض مع الكلام الرسمي المنشور بفتوى رسمية للشيخ جاد الحق الذي أكد فيها على صحة موعد صلاة الفجر في مصر.
معهد الفلك يؤكد صحة صلاة الفجر في مصر
وفي السياق ذاته صرح الدكتور “حاتم عودة” رئيس المعهد القومي للأبحاث الفلكية والجيوفيزيقة، أن المعهد يقوم بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية لإطلاق مشروع ضخم للتحقق من موعد صلاة العشاء والفجر في جميع محافظات الجمهورية من أجل القضاء على اللغط الذي يثار بين الحين والآخر بعدم صحة موعد صلاة الفجر في مصر.
وتابع عودة رداً على تصريحات الداعية السلفي، أن مشروع معرفة الوقت الصحيح لصلاتي الفجر والعشاء قد بدأ قبل أشهر، وقد أجرى باحثون وأساتذة بمعهد الفلك العديد من الدراسات حتى الآن، أكدت معظمها أن مواقيت الصلاة في مصر حالياً صحيحة، بينما أرجع أخرون وجود فروق بين المواقيت تقدر بـ 15 دقيقة.
وأكد عودة، أن المشروع سينتهي في العام المقبل 2017، مشيراً إلى أن كل الإحتمالات قائمة، حيث سيقوم المشروع الكبير على رصد التوقيتات في مختلف البيئات وعرض النتائج المتحصلة من ذلك، حيث يستخدم في هذا المشروع جهاز بتكلفة مليون وربع جنية، إذ أنه من الضروري الوصول لجواب نهائي في هذا الشأن.