” عشان لو جه ميتفاجئش ” .. صرخة الأطباء في وجه محلب

في اليومين الماضيين و عقب الحملة الإعلامية الهائلة التي وجهتها الأبواق الإعلامية الرسمية ضد الأطباء محملة إياهم الفشل الكامل للمنظومة الصحية في مصر و مبرأة الحكومة من كونها السبب الرئيسي في هذه المنظومة الكارثية وفق ما يراه الكثير من الأطباء، و كرد على هذه الحملة أطلق عدد من الأطباء صفحة و هاشتاج ” عشان لو جه ميتفاجئش ” رداً على هذه الحملة و تبييناً للرأي العام حقيقة ما يحدث من اهمال حكومي في المستشفيات .

و فور اطلاق الصفحة التي أظهرت العديد من الصور المروعة لضعف الإمكانيات و الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة في مصر تفاعل معها الكثيرون و وصلت الصفحة إلى ما يقرب 200 ألف متابع في أقل من 48 ساعة فقط، و بدأ الكثيرون في ارسال صور خاصة من أماكن عملهم في القطاع الصحي و من مواطنين يشكون فيه ضعف الإمكانيات.

و رأى متابعون أن حكومة محلب قد جنت على نفسها بحملتها الظالمة ضد الأطباء و التي أرادت من خلالها صرف نظر المواطن عن المتسبب الحقيقي عن انهيار القطاع الصحي في مصر و هي الحكومة إلى أحد ضحايا هذا الإنهيار و هم الأطباء، و ذكر عدد من مناصري الأطباء الحكومة بالعديد من الإضرابات للأطباء التي طالبوا خلالها بإعلان ميزانية الصحة و زيادتها لتوازي المتوسط العالمي و ليس فقط زيادة مرتباتهم المزرية التي تصل إلى أقل من الخفير الذي يعمل في الداخلية في مهنة هي الأعلى دخلاً عالمياً و الأكثر قيمة كونها تتعامل مع أرواح الناس.

و تفاعل مع الصفحة الكثير من المواطنين و كذلك النشطاء و نشرت حولها الصحف العديد من المقالات كونها تمثل ما يبدو أنه صرخة من الأطباء الذين تحملوا الكثير دون تقدير حقيقي من الدولة التي لم تكتفي بذلك بل أطلقت التهم عليهم في جوانب قصرت هي فيها، و وصل السجال إلى أن قال نقيب الأطباء أن وزارة الصحة ليست بارعة إلا في التمثيل، وقال آخرون في رسالة إلى محلب حتى لا يدعي التفاجؤ مرة أخرى ” إن كنت تدري فتلك مصيبة و إن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم “.

كما تحدث كثيرون عن أن المستشفى التي زارها محلب هي أحد أكثر المستشفيات كفاءة و اكتظاظاً بالمرضى لكفاءة أطبائها الذين يعملون دون إمكانيات تقريباً و كأنهم سحرة مطلوب منهم القيام بكل شئ دون أدنى معاونة من الحكومة وفق قول عاملين بالمستشفى