بيعت لوحة “نساء الجزائر” التي رسمها الفنان بيكاسو أمس في دار مزادات كريستي في نيويورك بأزيد من 179,4 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل رقما قياسيا في تاريخ اللوحات الفنية التشكيلية، وبيعت اللوحة لبائع مجهول عبر الهاتف بعد أن كانت دار المزادات الأمريكية تتوقع بيعها مقابل 140 مليون دولار.
بعد انتشار هذا الخبر اعتقد العديد من المطلعين عليه أن الصورة رسمها بيكاسو لنساء حقيقيات كن شبه عاريات أمامه، لكن الحقيقة غير ذلك.
فبيكاسو أعاد رسم لوحة الفنان الفرنسي أوجين دولاكروا (1798-1863م) التي رسمها في سنة 1834 مباشرة بعد احتلال الجزائر صور فيها 3 نسوة إضافة لخادمتهن أسماها “نساء جزائريات في مخدعهن” وديلاكروا رسم هذه الصورة بعد رحلته التي قادتها للجزائر أين حاول مرارا وتكرارا الإطلاع على عالم الحريم في الجزائر حتى سنحت له الفرصة كما يعتقد بعض المأرخين ليأسر ديلاكروا بعد رأيته لذلك المنظر الذي لم يسبق له مشاهدته، فاحتفظ بتلك الصورة في مخيلته ليرسمه في عدة مخططات بقلمه مع احتفاظه بتفاصيل الألوان في ذاكرته، وبعد عودته لفرنسا سنة 1834 شرع في رسم الصورة التي أذهلت كل من شاهدها خاصة مصدر النور في الصورة وجمال وعفة و خجل وترف النساء الجزائريات التي جسدها ديلاكروا في لوحته الفنية. وهو ماكان عاملا مهما في إغراء الأوروبيين والفرنسيين خاصة للمجيئ إلى العيش في الجزائر واستكشاف أرضها وجمالها.
وبعد أكثر من قرن من هذه الصورة أعاد بيكاسو رسم اللوحة بعدة أشكال في 15 صورة مرقمة من A إلى O بالأحرف اللاتينية وهذا بعد أن أسرته حين شاهدها في أحد المعارض، أما اللوحة التي بيعت في معرض كريستيز بمبلغ 180 مليون دولار فهي اللوحة المرقمة بالحرف O.
وعلى عكس مايعتقد الكثيرون بأن اللوحة رسمها بيكاسو في الجزائر فالحقيقة هي أنه رسمها في شقته بباريس ليغير عنوانها من “نساء جزائريات في مخدعهن” إلى “نساء جزائريات”.
بيكاسو رسم لوحاته الفنية هذه من أجل الدفاع عن الجزائر والوقوف إلى جانب الثورة الجزائرية فقد كان معروفا عنه كرهه لمظاهر القمع والاستبداد. في حين يعتقد بعض المأرخين بأنم بيكاسو كان إلى جانب فرنسا وتصويره لنساء الجزائر بهذه الصورة الفاضحة كان لدعم فرنسا بعد اندلاع الثورة الجزائرية.
لكن مايهم هنا هو أن هذه اللوحة رسمها بيكاسو في غرفته في باريس بفرنسا وليس في الجزائر وهي ليست لنساء جزائريات كن معه في نفس الغرفة بل هي إعادة رسم بطريقته الخاصة للوحة ديلاكروا التي كان رسمها قبله بأكثر من قرن والتي لم تكن تحمل أي مظهر من مظاهر العري المجسد في لوحة بيكاسو.
لم تكن نساء جزائريات لانه من المستحيل الاطلاع عليهن في ذلك الوقت وظهورهن امام الاجانب تلك كن نساء يهوديات يسكن في الجزائر ويرتدين نفس الالبسة ويقطن في القصبة
حاشى وكلا ان تكون نساء الجزائر المسلمات يظهرن بمظهر العري