هل غرق 500 طن فوسفات في مياه النيل كارثة بيئية؟

هل غرق 500 طن فوسفات في مياه النيل كارثة بيئية؟
صورة من الأرشيف

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس خبر كاد أن يُمثل كارثة جديدة تُصيب مصر في أذهان الكثير من الناس؛ فقد أشار الخبر الذي تم نشره على بوابة اليوم السابع الإلكترونية والذي يؤكد على غرق 500 طن فوسفات في مياه النيل؛ نتيجة لاصطدام الناقلة النيلية التي كانت تحمل هذه الكمية من الفوسفات بأحد أعمدة كوبري دندرة العلوي الخرسانية، بمدينة قنا، أثناء اتجاهها من أسوان إلى القاهرة.

توجهت كل الأجهزة المعنية إلى مكان الحادث. ومن جانب آخر كنتيجة لهذه الحادثة، تم إخطار الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، بوقف العمل بمحطات الشرب. ونحن في انتظار بيان رسمي عن كيفية التعامل مع مثل هذه الأوضاع من قبل وزارة البيئة، والسبب ما أشارت إليه بعض المواقع الإخبارية وما تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي من خطورة وجود الفوسفات في مياه النيل.

التعليق على الخبر:

علق بعض الكيمائين المتخصصين في هذا الأمر قائلاً: (النص مقتبس فيما يلي)

“نتكلم بطريقة علمية شوية فى موضوع الفوسفات الحجرى اللى غرق من على صندل فى قنا.

أنا مهندس كيميائى شغال فى معالجة المياه، يعنى الكيماويات و قدرتها على الذوبان و التركيزات بتاعتها دى لعبتى. فاسمعوا الكلمتين دول.

أولا. الفوسفات الموجود فى الحجر غير قابل للذوبان فى الماء. لأن الحجر ده بيتم إستخلاص الفوسفات منه فى مصانع بطرق صناعية و كيميائية معقدة وتتصنع منه أسمدة بعد كده.

ثانيا. نسبة الفوسفات فى الحجر حوالى 20% والباقى صخور كلسية مفيش منها أى خطر. يعنى ال 500 طن دول فيهم 100 طن فوسفات غير قابل أصلا للذوبان. طب لو فرضنا جدلا أنهم قابلين للذوبان؟ يبقى الفوسفات الموجود على سطح الحجر بس هو اللى هيدوب، وده نسبته أقل كمان.

ثالثا. النيل بيعدى فيه 200 مليون متر مكعب مياه فى اليوم. لو فرضنا ذوبان الطن فوسفات بالكامل فى يوم واحد وهو شيء مستحيل عمليا، يبقى تركيز الفوسفات فى المياه سيصل لمعدل قليل جدا جدا لا يسبب أى ضرر فعلى، حيث سيحتوى كل متر مكعب من الماء على نصف جزء من مليار.

كده نقدر نقول إن الفوسفات اللى فى الحجر ده مفيش منه خطر فعلى. طب اليورانيوم؟ أيوه الحجر ده فيه نسبه يورانيوم حوالى 0.4% يعنى حوالى 2 طن. برضو غير قابل للذوبان.

والمروقات فى أى محطة مياة قادرة تماما على التخلص من المعادن الثقيلة بمنتهى البساطة.

الأكيد إن كمية الحجر دى مش هتفضل غرقانه كتير لأنها غالية. مصر حاليا بتعتمد على الحجر لإنتاج السماد و اليورانيوم كمنتج ثانوى.

عملية الانتشال ممكن تاخد وقت حسب صعوبة الوضع طبعا انا مش هناك ف معرفش، بس الأكيد إن الموضوع فعلا مش كارثة و مش محتاج هياج ولا تخويف للناس.”