الاستقامة هي الاعتدال في جميع الأمور من الأقوال والأفعال والمحافظة على جميع الأحوال التي تكون بها النفس أفضل حالة وأكملها فلا يظهر منها قبيح و لايتوجه اليها ذم ولالوم وذلك إنما يكون بالمحافظة على الشرع الشريف و التمسك بالدين و الوقوف عند حدوده و التخلق بالأخلاق الفاضلة و الصفات الكاملة كاجتناب المحارم و التعفف عن المآثم و لين الجانب و الصدق و إنجاز الوعد و بذل النصيحة و الشفقة على مخلوقات الله و اداء الأمانة لمن إئتمنه منهم و كف اليد و اللسان عن أذيتهم و بذل الشفاعة و العفة و الورع و غير ذلك قال تعالى-إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا و ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون- فهي من أفضل الخصال و اجمل الخلال فيها كمال المروءة و تمام الإيمان و بها تكسب الفضائل و تسلب الرذائل وتحمد السيرة و تحسن السريرة قال تعالى-وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا- فما أحسن الإستقامة و أجبلها للخير و أدرها للرزق . قال تعالى-ولو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض-.
حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحا في غابر الأزمان فالإستقامة قاعدة نظام الأعمال فإذا اتلفت اختل ذلك النظام و على مبدئها الصحيح ترويج تجارات التجار و تجري أعمال جميع العمال و اصحاب الأعمال في سبلها و مهما كان المرء شريرا و كان مستقيما في معاملته دار دولاب عمله.
و بالجملة إن آمن طريق يسير فيها من يرمى إلى العلا هي طريق الإستقامة و القيام بالواجبات طريق الهدى والابتعاد عن اللهو واللعب هي الطريق التي سار فيها الذين سادوا بحق هي الطريق التي نزلت بها الشريعة الغراء .