“سلامة الخاطفين والمخطوفين”، تلك العبارة التي خرجت من القصر الجمهوري في مصر على لسان الرئيس محمد مرسي عشية قيام مجموعة مسلحة بخطف 7 من جنود الجيش في سيناء، حيث لا تزال تلك العبارة الغامضة لغزاً كبيراً يوضحه مصدر أمني يعمل في جهة سيادية.
حيث يقول المصدر السيادي أن الرئيس الأسبق محمد مرسي كان على إتصال مباشر بالخاطفين، وهو من أبلغ وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بموعد الإفراج عن الجنود وأن جهات سيادية إنتهت مؤخراً من التحقيق في تلك الواقعة وقامت بإرسال ما توصلت إليه لنيابة أمن الدولة العليا.
وأضاف هذا المصدر السيادي الذي كان من ضمن المشاركين في مفاوضات تحرير الجنود المختطفين بسيناء، أن واقعة خطف الجنود كشفت للأجهزة الأمنية طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المسلحة في سيناء، ورسخت لدينا أدلة دامغة على ان الرئيس الأسبق محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان يمثلون خطراً جسيماً على مصر.
وتابع المصدر إنه بعد عملية إختطاف الجنود بدأت الجهات المعنية في إتخاذ عدد من الإجراءات والتحركات، والتي كان على رأس أولوياتها الحفاظ على حياة هؤولاء الجنود، وتطوع بعض شيوخ قبائل سيناء للدخول في مفاوضات لفك أسر الجنود المختطفين، إلا أنه وأثناء عملنا رصدنا مكالمة بين أحد قياديي حزب الحرية والعدالة بشمال سيناء ونجله بإثنين من الخاطفين إتهمهما خلالها الخاطفون بتوريطهم في خطف الجنود.
وأشار المصدر أن تلك المكالمة التليفونية التي رصدتها الأجهزة الأمنية قال فيها أحد الخاطفين للقيادي بجماعة الإخوان “إنتوا كده ورطتونا في خطف الجنود ومقولتولناش هنعمل إيه، وإحنا مش عارفين نعمل إيه دلوقتي بالجنود دي، ومش هنستنى لغاية ما نتقتل بسببهم”.
وتابع المصدر أنه في ذلك التوقيت كانت قيادات جماعة الإخوان المسلمين في شمال سيناء تتظاهر بأنها تبذل الجهود من أجل التفاوض مع الخاطفين للإفراج عن الجنود، بل وكان بعض منهم يقوم بالذهاب لمديرية الأمن والمخابرات وإعلامهم بأنهم يقفون بجانبهم لحين عودة الجنود المختطفين.
مضيفاً إلى أنه قد تم الإنتقال إلى منزل أحد الوسطاء في سيناء والذي نجح في التواصل مع الخاطفين وأرسل لنا تأكيداً بنجاح المفاوضات وبأن الخاطفين سوف يقومون بالإفراج عن الجنود، ولم نكن قمنا بإبلاغ وزارة الدفاع او مؤسسة الرئاسة بنجاح المفاوضات بعد لأن الأمر لم يتم سوى منذ دقائق.
إلا أننا فوجئنا بعد هذا الإتفاق بدقائق قليلة بإتصال هاتفي من قيادة بارزة بجهاز الأمن الوطني تفيد بأن الرئيس محمد مرسي قد أبلغ اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، بأن الخاطفين سيفرجون عن الجنود المختطفين في تمام الساعة السابعة صباحاً وأن المفاوضات قد تمت بنجاح.
وأضاف المصدر، فور ورود تلك المعلومات إلينا تأكدت شكوكنا بأن الخاطفون هم من أبلغوا محمد مرسي بذلك، لأننا لم نكن قد أبلغنا الرئاسة والقيادات الأمنية بنجاح مفاوضاتنا للإفراج عن الجنود بعد.