قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري “محمد السباعي” أنه ليس متفائلاً بتحقيق أي تقدم في المفاوضات الجارية الآن بشأن سد النهضة الأثيوبي، حيث أكد سيادته أن السبب وراء ذلك هو استمرار التعنت الأثيوبي الذي ظهر مؤخراً خلال الاجتماعات التي تم عقدها بين وزراء الموارد المائية بالدولة المصرية والسودان وأثيوبيا، وأكد أن مصر قد أبدت المزيد من المرونة خلال المباحثات التي تمت وقبلت بورقة توفيقية أعدتها الدولة السودانية.
وزارة الري تكشف تعنت الجانب الأثيوبي بشأن سد النهضة
وأضاف المتحدث من خلال بيان صحفي منذ قليل تناولته العديد من وسائل الإعلام المصرية أن الورقة التي أعدتها السودان تصلح لأن تكون أساساً للتفاوض بين الثلاث دول، وأوضح أن الدولة الأثيوبية قد تقدمت بمقترح مثير للقلق بشان رؤيتها لملء السد وتشغيله خلال الفترة القادمة، حيث أن الاقتراح مخل من الناحية القانونية والفنية.
وأشار ” السباعي” أن المقترح الأثيوبي بشأن سد النهضة الذي رفضته الدولة المصرية والسودان يؤكد للجميع أن أثيوبيا تفتقر للإرادة السياسية من أجل التوصل لاتفاق جيد وعادل حول السد، كما أنه يكشف نيتها لإطلاق يدها من أجل استغلال الموارد المائية دون أي ضوابط دون النظر إلى حقوق ومصالح الدول المشاركة لها في تلك الموارد المائية، حيث كشف المتحدث للجميع أوجه العوار في الاقتراح الأثيوبي الأخير ومنها:-
أولاً: في الوقت الذي تسعى فيه مصر والسودان للتوصل لوثيقة قانونية ملزمة تنظم ملء وتشغيل سد النهضة وتحفظ حقوق الدول الثلاث، فإن أثيوبيا تأمل في أن يتم التوقيع على ورقة غير ملزمة تقوم بموجبها دولتي المصب بالتخلي عن حقوقهما المائية والاعتراف لأثيوبيا بحق غير مشروط في استخدام مياه النيل الأزرق بشكل أحادي وبملء وتشغيل سد النهضة وفق رؤيتها المنفردة.
ثانيا: إن الطرح الأثيوبي يهدف إلى إهدار كافة الاتفاقات والتفاهمات التي توصلت إليها الدول الثلاث خلال المفاوضات الممتدة لما يقرب من عقد كامل، بما في ذلك الاتفاقات التي خلصت إليها جولات المفاوضات التي أجريت مؤخراً بمشاركة الولايات المتحدة والبنك الدولي.
ثالثاً: إن الورقة الأثيوبية لا تقدم أي ضمانات تؤمن دولتي المصب في فترات الجفاف والجفاف الممتد ولا توفر أي حماية لهما من الآثار والأضرار الجسيمة التي قد تترتب على ملء وتشغل سد النهضة.
رابعاً: تنص الورقة الأثيوبية على حق أثيوبيا المطلق في تغيير وتعديل قواعد ملء وتشغيل سد النهضة بشكل أحادي على ضوء معدلات توليد الكهرباء من السد ولتلبية احتياجاتها المائية، دون حتى الالتفات إلى مصالح دولتي المصب أو أخذها في الاعتبار.
وفي نهاية الحديث اختتم المتحدث الرسمي المصري تصريحاته بأن الورقة الأثيوبية الخاصة بسد النهضة هى محاولة واضحة من أجل فرض الأمر الواقع على مصر والسودان وهما دولتي المصب، مشيراً أن الموقف الأثيوبي قد تأسس على إرغام مصر والدولة السودانية على التوقيع على الوثيقة حتى يُصبحا أسرى لدى الإدارة الأثيوبية، أو يقبلا قيام أثيوبيا بإجراءات أحادية مثل ملء السد دون أي اتفاق مع دول المصب، مؤكداً أن الموقف الأثيوبي غير مقبول ومؤسف كما أنه لا يعكس على روح التعاون بين الثلاث دول.
إلي متي سننتظر ، لابد من تصرف حاسم وحازم وفوري