اكتشاف قبر لـ 7000 مريض عقلي تحت مبنى مصحة قديمة

نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تقريرا، حول اكتشاف مجموعة هائلة من المقابر المجهولة تضم حوالي 7 آلاف جثة، تحت مبنى جامعة ميسيسيبي في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد تحت حرم المركز الطبي.
لمن هذه المقابر؟

قالت الصحيفة البريطانية إن هذه المقابر المجهولة، تعود إلى القرن الـ19، بالتحديد عام 1855، وهي رفات لمرضى أول مصحة عقلية بالميسيسيبي، كانت موجودة في نفس مكان جامعة ميسيسيبي، موضحة أن هذه المقابر أثارت اهتمام عدد من العلماء والباحثين، الذين طرحوا عددا من الأسئلة حول مصير هذه الجثث.

وأوضحت الصحيفة أنه تم بناء هذه المصحة، لتوفير رعاية أفضل للمرضى، إذ كانوا يعاملون بقسوة ويتم إيداعهم السجون والأماكن العالية البعيدة عن باق البشر، وتقييدهم بالسلاسل، ورغم الغرض النبيل لإقامة المصحة، إلا أن أكثر من 1 من كل 5 مرضى دخلوا المصحة بين عامي 1855 و1877، لقوا حتفهم، فيما وصفته الصحيفة بـ«تجربة وحشية للغاية»، إذ كان عدد المرضى في هذه الفترة 1376.

وأخيرا، في عام 1935، تم نقل المصحة إلى موقعها الحالي بمستشفى ولاية ميسيسيبي في مدينة ويتفيلد، وتم تشييد الحرم الجامعي للمركز الطبي التابع للجامعة، بعد 20 سنة فوق المقابر.

قصة المقابر

ذكرت “ديلي ميل” إنه تم اكتشاف هذه المقابر أول مرة عام 2013، أثناء تجديد مبنى الجامعة، إذ كشف وقتها مسؤولو المركز الطبي عن وجود عشرات المقابر المجهولة، تم اكتشافها أثناء عملية التطوير.

وأضافت أن العمال المسؤولون عن عملية تطوير الجامعة، اكتشفوا 3 آلاف نعش آخرين، باستخدام رادار التنقيب تحت الأرض، في مكان انتظار السيارات، شرق كلية الأسنان، في عام 2014، متابعة أنه في عام 2017، عثرت الجامعة على 66 نشعا، في أثناء تمهيد طريق جديد داخل الجامعة، بمساحة 164 فدانا.

وقالت صحيفة «كلاريون ليدجر» الأمريكية، في 7 مايو الجاري، إن الأعداد التقديرية تصل إلى 7 آلاف جثة، وإن الخبراء يتوقعون تواجدها على مساحة 20 فدانا بالحرم الجامعي.

ما مصير الجثث؟

يتمنى الخبراء أن يتم إقامة مختبر ومركز لزيارة رفات الجثث، ودراستها، لجمع معلومات تاريخية، عن طريق النعوش وملابس الجثث، كما طالبوا بإقامة نصب تذكاري لتخليد ذكراهم.

ولكن المشروع يحتاج إلى 21 مليون دولار أمريكي، من أجل استخراج الجثث وإعادة دفنها، إذ تتكلف عملية استخراج ودفن الجثة الواحدة 3 آلاف دولار، ولهذا السبب يدرس المركز الطبي بالجامعة تولي العملية بنفسه، وبالتالي تصبح التكلفة 400 ألف دولار أمريكي في السنة، لمدة 8 سنوات، على الأقل.