مفاجأة.. من كواليس المخابرات الإسرائيلية.. «الهجان» كان سبب رئيسي في نكسة 67

مفاجأة.. من كواليس المخابرات الإسرائيلية.. «الهجان» كان سبب رئيسي في نكسة 67
رأفت الهجان

قام المحلل العسكري الإسرائيلي «يوسي ميلمان»، بالكشف عن بعض الأسرار الخاصة ببعض نشاطات جهاز المخابرات الإسرائيلي، «أمان، قبيل نكبة  5 يونيو 1967، حيث أكد أن تلك الحرب اعتمدت على عنصريين أساسيين هما، الجواسيس، وتعمد تضليل الجانب المصري، وإعطائه معلومات غير صحيحة.

حيث أكد مليمان، خلال مقاله في جريدة «معاريف» الإسرائيلية، بتاريخ 2 مايو، أن المخابرات الإسرائيلية استخدمت الجاسوس المصري «رأفت الهجان»، في تضليل وتسريب معلومات خاطئة وغير صحيحة للجيش المصري قبيل حرب 67 مما أدى إلى هزيمته.

وأدعى مليان، أن الجاسوس المصري رأفت الهجان، والذي دخل متسللاً إلى إسرائيل كيهودي، تم كشفه بعد فترة، وتم التعامل معه وأصبح جاسوس مزدوج، وقام الهجان بالتنسيق مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي، «عزرا فايتسمان»، بتقديم معلومات خاطئة عن خطة الجيش الإسرائيلي الحربية، الأمر الذي أدى إلى مباغتة القوات المصرية وتدمير جميع مطاراتها، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

إلى نص المقال؛؛

في 8 مايو 1967 وخلال نقاش جرى في هيئة الأركان العامة قال رئيس جهاز الأمان (المخابرات العسكرية الإسرائيلية) اللواء أهارون ياريف :”اليوم يمكن القول بثقة كاملة أن المصريين ليسوا على استعداد للتورط بأي شكل لأجل السوريين.. يدور الحديث عن أخبار موثوقة للغاية تعزز التقديرات بأن المصريين والروس يريدون كبح زمام السوريين”. حتى ذلك الوقت كانت المخاوف الرئيسية على الجبهة المصرية الهجوم الجوي على مفاعل ديمونة الذي وفقا لتقارير أجنبية جمعت فيه إسرائيل أول قنابلها النووية.

بعد مرور شهر شنت إسرائيل حرب الأيام الستة (5 يونيو 67)، بعدما – وبعكس تقديرات ياريف- هبت مصر بقيادة جمال عبد الناصر لمساعدة السوريين، ولم يحاول الاتحاد السوفيتي إيقافها. التقديرات الخاطئة للواء ياريف لن تتركه وستنغض عليه حياته، رغم أنه في نهاية الأمر تحقق النصر الجارف في الحرب إلى حد كبير بفضل جهود المخابرات، وتقديرات وخداع المخابرات العسكرية بقيادته خلال الثلاث سنوات السابقة على حرب الأيام الستة.

تبلور خطأ التقديرات خلال العام الذي سبق الحرب على خلفية صراع داخلي بقيادة حزب البعث السوري. في فبراير 66 قادت مجموعة ضباط من أعضاء الحزب انقلابا داخليا وسيطرت عليه وعلى سوريا. اندلع الصراع بين “الرجل القوي” صالح جديد، وبين قائد سلاح الطيران حافظ الأسد ورئيس الأركان أحمد سويداني.

تبنت المجموعة الحاكمة والمتصارعة فيما بينها نهجا عدائيا تجاه إسرائيل وشجعت حركة فتح وتنظيمات فلسطينية أخرى على شن “حرب تحرير شعبية”. وهو ما تجلى أساسا في الدعم وإرسال خلايا عن طريق الأردن لتنفيذ عمليات تلغيم وتخريب في إسرائيل.

قضت هذه المسألة مضاجع المخابرات العسكرية خلال معظم عام 1966، وبالفعل حتى أبريل- مايو 1967. مثلما كتب عاموس جلبوع في كتابه “سيد مخابرات: أهراليه- الجنرال أهارون ياريف رئيس أمان”- في المخابرات تساءلوا “لماذا يتبع السوريون سياسة حرب تحرير شعبية ومن جانب آخر يظهر الجيش السوري ضبط نفس كبير على الحدود؟”.

لم يكن لدى المخابرات العسكرية إجابة للسؤال المهم الذي طرحه بنفسه. لكن كان بحوزتها معلومات جيدة عن قدرات الجيش السوري وتكتيكاته على الحدود، لكنها كانت تفتقر لمعلومات سياسية كان يمكنها أن تساعد حكومة أشكول في بلورة موقف شامل وأساسي. أحد الأسباب وراء ذلك هو أن الثروة الأكثر أهمية للمخابرات الإسرائيلية، إيلي كوهين، افتضح أمره وأعدم في دمشق عام 1965.

الدفتر المفتوح

في ظل عدم وجود سياسة متبلورة انجرت حكومة إسرائيل، بتأثير رئيس الأركان إسحاق رابين المخابرات العسكرية، لسلسلة تكتيكات، في والقلب منها وقفت النظرية التي صاغها ياريف “لا يمكن المرور بصمت”. تقضي النظرية، بأنه كان يجب الدخول في مواجهات مباشرة مع النظام السوري لوضع الخيارات أمامه: اوقف حرب التحرير أو تعرض نفسك لخطر حرب شاملة مع إسرائيل تؤدي لسقوطك.

بهذه الطريقة بادرت إسرائيل إلى عمليات رد في الأردن (أكبرها في نوفمبر 66، في قرية سموع جنوب جبل الخليل)، زعزعت مكانة الملك حسين ودفعت به إلى أحضان عبد الناصر. وكقصة الطفل الذي قتل والديه ثم بكى على سوء مصيره، “أصبحتُ يتيما” كانت إسرائيل، التي ساهمت كثيرا في الإضرار بمكانة الملك (رغم لقاء مندوبيها سرا مع حسين لمرتين على الأقل قبل 1967)، بدأت في القلق من ضعفه. وبشكل مواز زادت تهديداتها العلنية ضد سوريا. ما تجلى في تصرحيات أشكول الذي قال “الدفتر مفتوح واليد تسجل”.

فُهمت التهديدات الإسرائيلية جيدا ليس فقط في دمشق، بل في الأساس في موسكو. اتخذت القيادة السوفيتية سلسة من الخطوات كان بعضها بمثابة تحذيرات واضحة لإسرائيل بتجنب الهجوم على سوريا، وبشكل مواز نقلت رسائل لعبد الناصر للتجند لمساعدة النظام السوري. باختصار، لم يحاول الاتحاد السوفيتي كبح زمام سوريا فحسب، وإنما هناك باحثون يرون أنها ساهمت بشكل كبير في التصعيد، وربما فعلت ذلك عمدا، على خلفية الحرب الباردة والتدخل الأمريكي في فيتنام.
كذلك فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي تحسست المخابرات الإسرائيلية في الظلام. فقط في مرحلة متقدمة للغاية من الأزمة، في مايو 67، طلب ياريف من رئيس قسم الأبحاث التابع له، العميد شلومو جازيت إيجاد خبير يمكنه تفسير الخطوات السوفيتية. في 27 مايو أخطره جازيت:”لدينا شيوعي جدي”. كان الخبير الذي تم إيجاده يوسف برجر برزيلي، من مؤسسي الحزب الشيوعي في إسرائيل، الذي عاد في 1932 للاتحاد السوفيتي، وعرف جوزيف ستالين، وصمد خلال عمليات التطهير والقتل وهاجر إلى إسرائيل عام 1957. رأى برجر- برزيلي أن الاتحاد السوفيتي لن يتدخل حال اندلاع حرب بين إسرائيل والدول العربية.

بعد أسبوع من تقديرات الموقف الخاطئة لياريف ورابين، والتي تضمنت أيضا “عدم تورط مصر في حرب ضد إسرائيل”، ظهر الواقع على وجوههم. في 14 مايو، عشية عيد تأسيس إسرائيل، بدأ عبد الناصر في ضخ قوات إلى سيناء، وانتهك اتفاق نزع السلاح الذي وُقع نهاية حرب 56.
ويقال في صالح أمان إنه قبل يوم واحد في 13 مايو، سجلت وحدة التنصت 8200 مقاطع أخبار حول استعداد الجيش المصري لعبور قناة السويس. في أمان كانوا راضين: هذه المرة لن يتكرر “روتم”، وهو الاسم الحركي الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي بداية 1960 على رفع حالة التأهب وتعزيز قواته على حدود سيناء، بعدما فاجأ الجيش المصري إسرائيل وأدخل فرق مدرعة وثلاثة أفواج مشاه إلى سيناء، للضغط على إسرائيل على خلفية حوادث إطلاق نار وعمليات رد نفذها الجيش الإسرائيلي ضد سوريا.

 

أخبار كاذبة

خلال فترة الانتظار اعتقدوا في المخابرات العسكرية الإسرائيلية أن تغطيتهم للجيش المصري تثبت نفسها. بفضل مبادرة “سنتور” – وهي مبادرة استثمار مالي مكنت المخابرات من شراء أجهزة تكنولوجية متطورة وتعزيز القوة البشرية التي تنصتت، وحللت وقيمت ما يحدث داخل الجيش المصري بوجه عام والطيران المصري على وجه الخصوص.

كانت عملية التقاط بث سلاح الطيران المصري تتم في قاعدة بالجنوب، خدم فيها ضباط المخابرات الشبكية (كفاريم)، والكثير من المجندات في مهام “التنصت”. وبشكل مواز، جرى إنشاء وحدة رئيسية حملت اسم “شوفار”، غربلت المعلومات، وحللتها ونقلتها للجهات المعنية.

 

عمليات الاستخبارات الأخرى التي ساعدت الجيش الإسرائيلي جرت في القيادة الجنوبية. كان ضابط مخابرات القيادة العميد مائير مائير، الذي كان في السابق رئيس مكتب ياريف. تركزت مهمة المخابرات الرئيسية بالقيادة (بما في ذلك لأنه لم تكن في مجالها أحداث لعمليات تخريبية معادية كما يحدث في القيادة الشمالية) في جهود معرفة وفهم العدو، وبناء عليه إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب ضده. لذلك جرى إعداد ملفات ميدانية لسيناء، تضمنت معلومات عن محاور تحركات الجيش المصري، ومناطق سيطرته، ومواقعه، وحصونه وغير ذلك.

كان هناك جزء مهم في استعدادات المخابرات خلال السنوات التي سبقت الحرب تمثل في عمليات الخداع، التي هدفت لتضليل المصريين حيال خطط الحرب الإسرائيلية. عمليات الحرب النفسية هذه تمت من خلال نشاطات على الأرض وعملاء مزدوجين.
في ذلك الوقت كان لدى إسرائيل عميلان على الأقل من هذا النوع، مهمة تشغيلهم من مسئولية الشاباك (جهاز الأمن العام). كان أحدهم فيكتور جريفسكي، صحفي هاجر لإسرائيل من بولندا بعد أن حصل للشاباك عام 1956 على الخطاب السري لزعيم الحزب الشيوعي السوفيتي في مؤتمره الـ 20. عندما هاجر لإسرائيل حاول ضباط الـ كي جي بي (المخابرات الروسية) تجنيده. قال جريفسكي ذلك للشاباك، عندما طلب منه العمل كجاسوس مزدوج. بواسطة جريفسكي، غذت إسرائيل المخابرات السوفيتية بمعلومات كاذبة، حدث ذلك أيضا عشية الحرب.

عميل آخر، كان فعالا بشكل خاص، هو رفعت الجمال (رأفت الهجان)، الذي جندته المخابرات المصرية وتسلل إلى إسرائيل كيهودي مهاجر جديد عام 1955. خلال وقت قصير افتتضح أمره، وأُلقي القبض عليه ليصبح عميلا مزدوجا.

خلال 12 عاما زود مشغليه في المخابرات المصرية بمعلومات كاذبة أو مضللة، أعدها الضباط المسئولون عنه في الشاباك، الذين تم توجيههم على يد المخابرات العسكرية (أمان).

ذروة نشاط الجمال بدأت عام 1965، عندما نقل بالتنسيق مع قائد سلاح الطيران عزرا فايتسمان معلومات عن “خطة الحرب” الإسرائيلية. وفقا لهذه المعلومات الكاذبة، ستشن إسرائيل الحرب بهجوم بري، وستكون مهمة سلاح الطيران حماية سماء إسرائيل وتقديم الدعم للقوات البرية فقط.

فعليا، كانت خطة الحرب الحقيقية تتبلور حول عملية مركزة- هجوم مباغت لسلاح الطيران ضد المطارات ومحطات الرادار في سيناء ومصر. من أجل ذلك بدأ “أمان” وسلاح الطيران عملية خداع أخرى، كان هدفها تضليل مصر حول روتين سلاح الطيران.

في النقاشات التي جرت خلال بلورة الخطة المركزة كان هناك خلاف حول ما إن كان على سلاح الطيران شن الهجوم في الصباح الباكر أم في وقت لاحق. في نهاية الأمر تقرر بدء الهجوم الساعة 7:45، حتى يكون قد انجلى ضباب الصباح، وتكون الرؤية جيدة و الطيارون المصريون منهمكين في تناول الإفطار في قواعدهم بعد عودتهم من طلعاتهم الصباحية.

خلال فترة الانتظار، ولترسيخ شعور المصريين بأنهم يفهمون روتين الطيران الإسرائيلي، كان يتم إطلاق بين 7 إلى 8 طائرات تدريب إسرائيلية من نوع (Fouga Magister ). “هكذا نعود المصريين على رؤية طائراتنا تحلق باتجاه سيناء، والاعتقاد أن ذلك مجرد روتين”. ينقل جلبوع في كتابه عن دان هاداني، نائب رئيس قائد المخابرات بسلاح الطيران.

عندما شنت إسرائيل الحرب، وانطلقت مئات الطائرات في الجو، كان المصريون ما زالوا يعتقدون أن الحديث يدور عن روتين وليس شيئ حقيقي. تأكد الأمر من وثائق مصرية وقعت غنيمة في يد إسرائيل بعد الحرب، ومنها يتضح أن معظم عمليات الخداع والحرب النفسية التي نفذتها المخابرات العسكرية نجحت في تضليل المصريين.

واصلت المخابرات العسكرية الخطأ في تقديراتها. بعد أن ورد تقرير حول إدخال الجيش المصري الغاز لسيناء. كانت المخاوف من نية الجيش المصري استخدام السلاح الكيماوي، مثلما فعل خلال الحرب الأهلية في اليمن قبل بضعة سنوات من ذلك. مرت ساعات طويلة من الذعر حتى اتضح أن الحديث يدور عن غاز طهو للمطابخ. تقديرات خاطئة أخرى ارتكبها قسم البحث برئاسة جازيت في 22 مايو، تقضي بأن عبد الناصر لن يأمر بإغلاق مضيق تيران، رغم دخول قواته لسيناء. لكن ياريف خالفهم الرأي وجادل عناصر البحث، لكن في نهاية الأمر وافقهم الرأي.
صبيحة اليوم التالي اتضح أن جازيت والبحث أخطأوا وأن ياريف قد أصاب. بعدما طرد عبد الناصر قوات الأمم المتحدة أغلق المضيق وأعلن أنه سيوقف الملاحة لميناء إيلات، والتي كانت من إنجازات حرب 56. في نفس اليوم فطن ياريف :”الآن هذه هي الحقيقة بعد نظرية استمرت 4 سنوات، تقضي بأن عبد الناصر عقد العزم على عدم التورط في الحرب طالما كان جيشه غير مستعد”.
بدأ الجيش الإسرائيلي الاستعداد لتطبيق خطة الحرب، وبالأخص إقناع القيادة السياسية بالتوقف عن التردد والمبادرة بالهجوم المخطط له. كان الرد الأمريكي هو أكبر مخاوف حكومة أشكول. نقلت إدارة ليندون جونسون لإسرائيل رسائل رسمية بأنها تعارض شن إسرائيل الحرب (كذلك حذر الرئيس الفرنسي شارل ديجول من ذلك) وتعهدت بإنشاء أسطول حربي دولي ينهي الحصار الذي تفرضه مصر على إيلات عبر مضيق تيران.

سافر وزير الخارجية أبا إيبان للولايات المتحدة للقاء رموز الإدارة وسمع منهم نفس الرسالة: لا تشنوا الحرب. انتظروا الأسطول الحربي. لكن في إسرائيل فهموا أن الولايات المتحدة لا تملك النية لتشكيل تلك القوة البحرية.

الأهم من ذلك أن جهاز أمان اعترض برقيات ورسائل نُقلت من مصادر أجنبية مختلفة، تبين منها أن إدارة جونسون تتحدث بصوتين. حظيت العملية الاستخبارية في أمان بالاسم الكودي “ضوء أخضر”:رسميا تعارض الإدارة هجوم مسبق تشنه إسرائيل، لكن في القنوات السرية سُمعت نغمة أخرى تؤيد العملية. خلصوا في أمان إلى أن السبب في محاولة جونسون التهرب من لقاء إيبان يعود لنفس السبب، وهو أن الرئيس الأمريكي لم يرغب في أن يسأله وزير الخارجية الإسرائيلي بشكل واضح ما إن كان بإمكان إسرائيل شن الحرب، كيلا يضطر للرد عليه بإجابة سلبية.

كان ياريف هو من فهم واستخلص توجه الولايات المتحدة. في 29 مايو، توجه ياريف خلال اجتماع للحكومة إلى صديقه وسابقه في المنصب مائير عاميت، والذي شغل وقتها منصب رئيس الموساد وقال له، مثلما جرى الاقتباس في كتاب جبلوع :”مائير، أنت مقرب من ريتشارد هيلمز رئيس المخابرات المركزية الأمريكية CIA.. هو صديقك الشخصي. يمكنك عبر مكالمة شخصية معه أن تفهم بالضبط ما يحدث.. حاول أن تتلمس كيف سيكون موقفهم حال بدأنا الحرب”.

وافق أشكول وأرسل عاميت لواشنطن. والتقى هيلمز ووزير الدفاع روبرت ماكنامارا، الذي تلقى خلال اللقاء مكالمة من جونسون. وصل عاميت في محادثاته إلى أن الولايات المتحدة لن تعارض هجوما تشنه إسرائيل وستمنحها الدعم حال هدد الاتحاد السوفيتي برد قاس.

لدى عودته في 3 يونيو، أخطر عاميت الحكومة بما جرى، والتي تحولت في الأثناء إلى حكومة وحدة وطنية مع تعيين ديان وزيرا للدفاع وضم كتلة حيروت الليبرالية. وفي صباح 5 يونيو اندلعت الحرب.