الصوفية.. تعريفها ونشأتها وطرقها وعدد المتصوفين في مصر

الصوفية.. تعريفها ونشأتها وطرقها وعدد المتصوفين في مصر
الصوفية

الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الصوفية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فإن التصوف هو طريقة تحقيق “الإحسان”، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة.

الصوفية.. تعريفها ونشأتها وطرقها

انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية، ولكن مع ظهور الحركة السلفية، فقد قاموا بتكفير الصوفيين حيث يرون أن جميع أفعالهم بدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

عدد الصوفيين في مصر يصل إلى 15 مليون مسلم متصوف.

تعريف الصوفية

  • أنه من الصوفة، لأن الصوفي مع الله كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى.
  • أنه من الصِّفة،  لأن التصوف هو اتصاف بمحاسن الأخلاق والصفات، وترك المذموم منها.
  • أنه من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهل الصُفَّة وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم.
  • أنه من الصف، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله؛ وتسابقهم في سائر الطاعات.
  • أنه من الصوف، لأنهم كانوا يؤثرون لبس الصوف الخشن للتقشف والاخشيشان.
  • أنه من الصفاء، فلفظة “صوفي” على وزن “عوفي”، أي: عافاه الله فعوفي.

نشأة الصوفية

يُرجع الصوفية أصل التصوف كسلوك وتعبد وزهد في الدنيا وإقبال على العبادات واجتناب المنهيات ومجاهدة للنفس وكثرة لذكر الله، وأنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية. يرى بعض الناس أن أصل التصوف هو الرهبنة البوذية، والكهانة المسيحية، فقالوا: هناك تصوف بوذي وهندي ومسيحي وفارسي. بينما يرفض الصوفية المسلمون تلك النسبة ويقولون بأن التصوف ما هو إلا التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب.

بعد مرور أقل من 200 عام على الهجرة النبوية، ازدادت الفتن في المجتمع الإسلامي، وظهرت البدع، واختلفت مراتب الناس وزادت الفجوة الاجتماعية بين المسلمين فظهرت الفئة شديدة الثراء والفئة شديدة الفقر، فظهرت حركة دينية تدعوا إلى الزهد في الحياة الدنيا والتقرب إلى الله وترك ملذات الحياة وتكريس الحياة للعبادة والذكر.

من هنا ظهرت الصوفية.

طرق الصوفية

الطريقة : هي “السيرة”، وطريقة الرجل: مذهبه، يقال: هو على طريقة حسنة وطريقة سيئة. واصطلاحاً: اسم لمنهج أحد العارفين في التزكية والتربية والأذكار والأوراد أخذ بها نفسه حتى وصل إلى معرفة الله، فينسب هذا المنهج إليه ويعرف باسمه، فيقال الطريقة الشاذلية والقادرية والرفاعية نسبة لرجالها. وقد أخذ اسم الطريقة من القرآن: {وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً}.

تختلف الطرق التي يتبعها مشايخ الطرق في تربية طلابهم ومريديهم باختلاف مشاربهم وأذواقهم الروحية، وباختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها. فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين فيأخذونهم بالمجاهدات العنيفة ومنها كثرة الصيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر. وقد يسلك بعض المشايخ طريقة اللين في تربية المريدين فيأمرونهم بممارسة شيء من الصيام وقيام مقدار من الليل وكثرة الذكر، ولكن لا يلزمونهم بالخلوة والابتعاد عن الناس إلا قليلاً. ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين. وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله، كما يقولون، بل هي من باب الاجتهاد. ولذلك يقولون: لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق.