لغز اختطاف المذبوحين: سائق سلمهم لداعش ومصريون أرشدوا عنهم

لغز اختطاف المذبوحين: سائق سلمهم لداعش ومصريون أرشدوا عنهم

حملت اللحظات الأخيرة قبل اختطاف الأقباط المصريين المذبحوين بليبيا مئات الأسرار، التى يرويها زملائهم من الناجين الذين نجحوا فى العودة لمصر، ففى هذه المدينة الليبية التى تسيطر عليها عشرات الميليشيات المسلحة كان العمال الضحايا يعملون دون مشاكل، إذ تعد هذه المرة الأولى التى يتعرض فيها المصريون وخاصة الأقباط للأذى من هذه الميليشيات، إذ كانوا يتعاملون معهم بصورة عادية جداً ودون مشاكل فما السر وراء الدموية التى شاهدناها؟!.

يروى التفاصيل “مينا صليب” أحد العمال المصريين الموجودين فى مدينة مصراته بليبيا حتى الآن، والذى كان على اتصال دائم بالمذبوحين حتى اختطافهم، يقول أن الإختطاف تم فى 26 يناير الماضى وحتى 30 يناير، وتم ذلك على مرحلتين الأولى عندما قرر 7 من الضحايا العودة لمصر خائفين من تصاعد الأزمة فى ليبيا بعد الإشتباكات بين القوات النظامية والميليشيات.

ثم اتفق السبعة مع سائق على توصيلهم للحدود الليبية المصرية وخرجوا معه وبعد ساعتين من ذلك عاد السائق بعد أن سلمهم للخاطفين، وأدعى لزملائهم أنهم قد اختطفوا.

ومن هنا يؤكد صليب أن السائق هو “لغز الإختطاف”، فقد عاد بعد أقل من ساعتين معلناً أنهم اختطفوا فى قرية “زلة” التى تبعد أكثر من ست ساعات عن مدينة سرت، فكيف اختطفوا من “زلة” وهم خرجوا قبل ساعتين فقط؟!

المرحلة الثانية من الخطف حدثت بعد أربعة أيام، فى منتصف الليل تحديداً بمشاركة عدد كبير من أفراد التنظيم الإرهابى، فمبنتهى الدقة نفذوا العملية بالدخول بغرف يعرفونها على وجه التحديد وهى غرف الأقباط، على الرغم من امتلاء السكن بغرف المسلمين والمسيحيين، وهذا يؤكد تمام علمهم بالسكن على وجه اليقين ومعرفة أماكن وجود الأقباط وأماكن وجود المسلمين، وهو ما يعنى أن مصريون قد أرشدوا عن زملائهم.

وأكد ذلك “كميل محروس” زميل لأحد الضحايا والذى عاد للتو من ليبيا، والذى أكد أن المرحلة الثانية من عملية الخطف تمت داخل المنازل، حيث أراد الإرهابيون الـ 14 قبطى على وجه التحديد، فدخلوا الغرف وهم عالمين بأماكنها على وجه التحديد وأقتادوا من فيها.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة والمحاولات الحثيثة من العواقل فى سرت لتحريرهم إلا أنها فشلت جميعها، بعد أن تم التأكد من أن الخاطفين ليسوا من الميليشيات الليبية المعروفة المعادية للجيش النظامى فى ليبيا، والتى تجرى بينهم دائماً عمليات لتبادل الأسرى والمخطوفين.