صلاة التراويح .. حكمها وفضائلها

صلاة التراويح .. حكمها وفضائلها

شهر رمضان الكريم كله نفحات من الخالق عز وجل ، لتهذيب النفوس والعقول ، والإرتقاء بالإنسان ليسمو عن غرائزه الفانية إلى محبه الله عز وجل والإمتثال لأوامره ونواهيه ،ومن نفحات رمضان صلاة التراويح ، وهى سنة مؤكدة عن النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فقد أداها فى جماعة ، كما أمر المسلمين بصلاتها فرادى.

معنى التراويح

تأتى كلمة التراويح من كلمة الراحة ، وذلك للإستراحات التى يأخذها المصلى فيها بين كل أربع ركعات ، ويذكر أن صلاة التراويح بالصورة المعروفة عليها الآن ترجع إلى عهد الخلفاء الراشدين فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، ففى عهد عمر وابو بكر كانت التراويح تؤدى فى فرادى وليست فى جماعة.

كيف أصبحت التراويح جماعة

فى عهد عمر رضى الله عنه ، لم يرق له أن يرى الناس يصلون الصلاة المستحبة فرادى فأمر بأن تصلى فى جماعة بإمامة أبى بن كعب .

صلى الرسول عليه الصلاة والسلام التراويح كما أكدت السنة الشريفة ، كما أن الأدلة قد انعقدت على أنه لم يصليها أزيد من إحدى عشر ركعة ، وذلك بسؤال أبو سلمة لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها عن صلاة النبى للتراويح فأجابت ، مازاد فى رمضان ولا فى غير رمضان عن إحدى عشر ركعة ، فيصلى أربعة لا تسأل عن حسنهن أو طولهم ، ثم أربعة لا تسأل عن حسنهن أو طولهن ، ويختمها بثلاث ركعات ، وعندما سألته يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال أن عينى تنام ولا ينام قلبى .

فيما أشارت أدلة أخرى إلى أنه صلى الله عليه وسلم صلاها ثلاثة عشر ركعة ، لذا وجب أن يحمل كلام عائشة عن أن النبى لم يزيد فى رمضان ولا غيره عن 11 ركعة فى الغالب على الجمع بين الأحاديث.

حكم الزيادة فى التراويح عن إحدى عشر ركعة

من المؤكد أنه لا حرج فى الزيادة لأن النبى الكريم لم يحدد عدد ركعات معينة لقيام الليل ، حيث أنه لما سأل عن صلاة الليل قال ، مثنى مثنى ، أما فى حالة إذا خشى أحدكم أن يفوته الصبح فليصلى ركعة واحدة يوتر بها ، ولم يحدد على وجه اليقين الإحدى عشر ركعة أو غيرها ، بل أخذ من كلامه الإستحسان فى التوسعة فى صلاة قيام الليل فى رمضان عن غيره.

صلاة التراويح ميزة شهر رمضان

يمتاز شهر رمضان بصلاة التراويح دون سائر الأشهر ، وهى من الأعمال العظيمة لذا يجب جمع عدة نيات لنيل فضلها العظيم ، وهى احتساب النية فى ثوابها لله عز وجل ،  كما أن صلاة التراويح وغيرها من الصلوات والتى تحث على السعي للمسجد راجين من الله تعالى أن تحتسب أجر حجه وعمرة ، وذلك عن الحديث الشريف الذى قال ” من مشى إلى صلاة مكتوبة فى الجماعة كانت له حجة ، ومن مشى إلى صلاة تطوع كانت له عمرة”.

فضائل صلاة التراويح

بقيام الإنسان بالصلاة فى التراويح يكون كمن قام الليل كله ، فى الركعات القليلة التى لا تاخذ أكثر من ساعتين ، حيث يكتب عند الله كمن قام الليل كله ، مصداقاً لقوله صل الله عليه وسلم ، ” أن الرجل إذا صل مع الإمام ، حتى ينصرف كتب لها بها قيام ليلة”

كما أن صلاة التراويح هى الطريق للحاق بركب الصالحين والصديقين والشهداء عند الله ، لذا نوصى أنفسنا وأنفسكم بالمواظبة على صلاة التراويح ، ولعل رمضان فرصة للتقرب أكثر إلى الله بالأعمال الصالحة والبعد عن معاصيه.