هل مسجد الجعرانة هو المسجد الأقصى؟

هل مسجد الجعرانة هو المسجد الأقصى؟

ولإجابة على هذا السؤال الذي أثار جدلا واسعا بين الكُتاب والعلماء، كان لابد أن نعرف أولا.

أين يقع مسجد الجعرانة ؟

يقع مسجد الجعرانة في شمال شرق مكة المكرمة على بعد 25 كيلو متر يوجد عن يمين المسجد بئر يسمى بئر جعرانة قام  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بغرز رمحه في تلك البئر ففاض البئر ماء وأغتسل منه النبي بعد ذلك لأداء فريضة العمرة للمرة الثالثة وفي هذا المكان صلّى النبي  فيه. كما روي عن محرش الكعبي الذي قال أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خرجَ منَ الجِعرَّانةِ ليلًا مُعتَمرًا، فدخلَ مَكَّةَ ليلًا، فقضَى عُمرَتَهُ، ثمَّ خرجَ من ليلتِهِ، فأصبحَ بالجعرَّانةِ كبائتٍ، فلمَّا زالتِ الشَّمسُ منَ الغدِ خرجَ في بطنِ سَرِفَ، حتَّى جاءَ معَ الطَّريقِ طريقِ جمعٍ ببَطنِ سَرِفَ، فمِنْ أجلِ ذلِكَ خفيت عمرتُهُ على النَّاسِ وفي هذا المكان أيضا قسم الرسول الغنائم بعد معركة حنين وكان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة بعد ذهابه إلى الطائف ب 11 سنة   ولم يكن مسجد الجعرانة قد شيد في ذلك الوقت.

وقد نشرت أثار تهامة الحرمين على توتير توضيح بالصور لوجود مسجد جعرانة قائلة مسجد الجعرانة وعن يمينه بئر الجعرانة شمال شرق مكة نحو ٢٥ كيلا احرم منها النبي ﷺ بعمرة ليلا بعد تقسيم غنائم حنين على بئر الجعرانة في ذي القعدة عام ٨.

أين يوجد مسجد الأقصى

ويوجد المسجد الأقصى في فلسطين في مدينة القدس كما جاء ولم يعرف على وجه التحديد من الذي بناه، حيث اختلف المؤرخون فيما بينهم وعلى العموم هو أولى القبلتين وثالث الحرمين وثاني مسجد بنى بعد المسجد الحرام، فضلا على كونه مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي ليلة 27 من شهر رجب في سنة 620 م كان النبي يطوف حول الكعبة المشرفة ليلًا وحيدًا، وعندما ذهب إلى بيته ونام في فراشيه جاءه سيدنا جبريل عليه السلام في تلك الليلة بمنتصف الليل ليوقظه من نومه ويخبره بأن الله عز وجل يدعوه إلى السماء وعلى الفور تحرك الركب الكريم بالبراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لقوله تعالي سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ حسبما ورد في سورة الإسراء

لماذا اعتقد البعض أن مسجد الجعرانة هو المسجد الأقصى

لأن العلماء وصفوا مسجد الجعرانة بالمسجد الأقصى بسبب بعده عن المسجد الحرام بـ 25 كيلو متر ولكن نجد أن المسافة قصيرة لا قيمه لها ولا تستدعي الركب الكريم بالبراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فلماذا يسرى بالرسول إلى مكان قريب كما أن كلمة المسجد الأقصى الذي يقصدها الصحابة صفة وليس اسم، فضلا على أن المسجد الأقصى المعروف لدينا في البلدة القديمة وهى بيت المقدس بفلسطين ذكر في سورة الإسراء وهذه السورة مكية والرسول لم يبني مسجد في مكة حتى يكون مسجد الجعرانة بناءه الرسول فسورة تتحدث عن مسجد شيده رسولنا الكريم كما أن أول مسجد بنى في الإسلام هو مسجد قباء الذي في المدينة المنورة عندما هاجر النبي إلى المدينة.

وسبب الاعتقاد أن بعض الكُتاب فسروا  كلام العالم الجيل أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد السهمي المكنه بالواقدي في كتابه المغازي حسبما يتوافق مع أهواءهم فقد قال هذه العالم الجليل الواقدي في كتابه المغازي وَانْتَهَى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ فَأَقَامَ بِالْجِعِرّانَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ فَلَمّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ إلَى الْمَدِينَةِ خَرَجَ مِنْ الْجِعِرّانَةِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَيْلًا; فَأَحْرَمَ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الّذِي تَحْتَ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى، وَكَانَ مُصَلّى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا كَانَ بِالْجِعِرّانَةِ، فَأَمّا هَذَا الْمَسْجِدُ الْأَدْنَى، فَبَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَاِتّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ عِنْدَهُ.

وكتب أحد نشطاء توتير يدعى محمد الزائد قائلا أن المسجد الأقصى هو مسجد الجعرانة. ولو كان المسجد الأقصى هو الذي في بيت المقدس لصلى فيه عمر رضي الله عنه عندما كان هناك ولما اكتفى بأن خرج من الكنيسة وصلى في الموضع الذي أقيم عليه فيما بعد مسجد عمر رضي الله عنه وصلى الله على نبينا محمد.

كما كتب أيضا صالح الفهيد الكاتب الصحفي في جريدة عكاظ التي تصدر في المملكة العربية السعودية كثير من العلماء المسلمين ومنهم “الواقدي والطبري” يؤكدون أن المسجد الأقصى الذي اسري بنبينا محمد ص منه هو في الطائف أي في السعودية. لماذا لا تعمل الجهات المختصة في بلادنا على إثبات هذه الحقيقة التي تعزز من موقع السعودية ومكانتها في العالم الإسلامي !

وأضاف الفهيد ينبغي أن يتحلى بعض علمائنا بالشجاعة الكافية لتصحيح هذا الخطأ التاريخي .. وعمل البحوث الكافية حول ما ذكره العلماء الأوائل أن المسجد الأقصى موجود بين مكة والطائف وأن هذا المكان وليس أي مكان في العالم هو الذي اسري بنبينا محمد ص منه.

وتابع الفهيد العالم الأزهري الدكتور مصطفى راشد يؤكد أن المسجد الأقصى الذي أسري بنبينا محمد (ص) منه هو في الطائف أي في السعودية.

وأيضا نشر الفهيد على توتير من يرد على هذه الحجة الدامغة التي تثبت أن المسجد الأقصى في القدس لم يكن موجودا عند فتحها في زمن الخليفة عمر بن الخطاب وهذا يعني أنه ليس المسجد الأقصى الذي أسري بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم منه.

رد العلماء على مزاعم أن المسجد الأقصى هو الجعرانة

وعندما سمع الشيخ الجليل الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف. مفتي الديار المصرية السابق رد في الحال حتى لا ترسخ هذه المقولات في أذان الناس ويشوش فكرهم ويضيع بسببها المسجد الأقصى الكائن وجوده في فلسطين قائلاً أن المسجد الأقصى ليس اسما ولكنه صفة.

وأوضح الدكتور على جمعة في لقاء تلفزيوني لبرنامج ممكن مع الإعلامي خيري رمضان أن العلماء اعتادوا في القول عندما يكون المكان يبعد كيلو مترات يطلقون كلمة الأقصى أي الأبعد أما كلمة الأدنى بمعنى المكان الأقرب، وأضاف جمعة أن الاسم كما تعلمناه في الأزهر هو علم على الذات.

كما رد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أطال الله في عمره قائلا إن من ينكر مكانة المسجد الأقصى ووجوده جاهل بالتاريخ ومنكر للحقيقة ومروج للخرافات الصهيونية.

وكشف شيخ الأزهر ما هو المقصود بكلام الواقدي فيما ورد في كتابه المغازي قائلا أن الواقدي تكلم عن مسجدين أحدهما قريب والآخر بعيد  فوصفهما بالأقصى والأدنى وهذا لفظ يستخدمه العلماء لوصف الأماكن حسب قربها وبعدها، ولم يقصد أن مسجد الجعرانة الذي وصف بالأقصى وليس اسمه الأقصى ووصف القريب بالأدنى وليس اسمه الأدنى ومن لا يدرك الفرق بين الاسم والوصف فعليه أن يلتزم الصمت  وأضاف فضيلة  لدكتور الطيب في حديثه الأسبوعي على الفضائية المصرية أن مسجد الأقصى كما يدعي البعض  المذكور في القرآن في سورة الإسراء ليس هو المسجد الأقصى ليس هو الذي نعرفه بفلسطين  وإنما هو مسجد على طريق الطائف.

واتفق معهما في الرد  الشيخ على حسن في خطبة الجمعة في مسجد سيد هاشم بهبهاني بدولة الكويت قائلاً لأن العلماء وصفوا مسجد الجعرانة بالمسجد الأقصى بسبب بعده عن المسجد الحرام  بـ 25 كيلو متر ولكن نجد انه المسافة قصيرة  لا قيمه لها ولا تستدعي الركب الكريم بالبراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فلماذا يسرى بالرسول إلى مكان قريب كما أن كلمة المسجد الأقصى الذي يقصدها الصحابة صفة وليس اسم فضلا على أن المسجد الأقصى المعروف لدينا في البلدة القديمة وهى بيت المقدس بفلسطين ذكر في سورة الإسراء وهذه السورة مكية والرسول لم يبني مسجد في مكة حتى يكون مسجد الجعرانة بناءه الرسول فأسورة تتحدث عن مسجد شيده رسولنا الكريم كما أن أول مسجد بنى في الإسلام هو مسجد قباء الذي في المدينة المنورة عندما هاجر النبي إلى المدينة.

ونوه الشيخ على حسن بالآية المذكورة في سورة الإسراء قال الله تعالى :- سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ .حيث قال انه البركة التي تحدثت عنها السورة من نعيم وبركة غير موجودة في مسجد الجعرانة وهذا الوصف ينطبق على المسجد الأقصى الموجود في دولة فلسطين.

وحذر الشيخ من هذه المقولات وأن القصد منها إسقاط قيمة المسجد الأقصى الموجود في فلسطين، فعلينا عدم نشر هذه المقاطع.