ميركل تتعرض لسطو أمام أعين حارسها الخاص

ميركل تتعرض لسطو أمام أعين حارسها الخاص

نشرت صحفية بيلد الصحيفة الألمانية الأكثر انتشارا على المستوى الشعبي في عددها الصادر الخميس الماضي أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تعرضت لسطو على محفظتها التي كانت في حقيبتها بعد أن علقتها في العربية الخاصة بالتسويق في إحدي المحلات التجارية لبيع المواد الغذائية في شارع “مورزي – شتراسه” في حي شارلوتنبورغ في العاصمة برلين.

وأضافت الصحيفة أن ميركل كانت برفقة حارسها الخاص وكأي مواطنة ألمانية ذهبت إلى قسم الشرطة التابع للواقعة وحررت محضر بسرقة محفظتها من داخل حقيبتها ولم تتهم شخص معين كما أنها رفضت التعليق على الحادث وجاري البحث عن السارق.

من هي أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة

هي ملكة ألمانيا وإمبراطورية أوروبا وأقوى امرأة عرفها التاريخ في الاتحاد الأوروبي فهي أول سيدة تنتخب مستشارة ألمانيا على مدى مسيرة  16 عاما، حظيت بكرسي الحكم من بوابة صناديق الانتخابات وخرجت من الباب نفسه بإرادتها.

قصة المرأة الحديدية أنجيلا ميركل التي حكمت ألمانيا منذ 22 نوفمبر عام 2005

في يوم صيفي عام 1954 ولدت أنجيلا في مدينة هامبورغ والدها قس لوثري هورست كاسنر ينحدر من برلين وأولدتها هيرلنيد  مدرسة اللغة الإنجليزية واللاتينية أنجبت ابنتها البكر انجي ولها أبنين أخرين هما ماركوس إيرين وارتبط أسم الأسرة بأنجيلا في طفولتها فلقبت بين أقرانها بكاسي.

في ظروف استثنائية مثيرة نشأت كاسي ففي الوقت الذي فر فيه نحو مليون ألماني من شرق البلاد إلى غربها أختار والدها الاتجاه المعاكس وهى ألمانيا الشرقية بعد أسابيع من ولادتها امتثالا لأمر الكنيسة اللوثرية ليستقر به الحال بمسكن ريفي  في ضواحي تيمبلين شمال برلين، أفتقر هذا المسكن إلى مقومات الحياة ، ترعرعت فيه أنجيلا وعقب وصولها سن مرحلة الدراسة الأساسية، أخفت عمل والدها القس وأخبرت الناس بأن والدها يعمل سائق وعلى النقيض من عوام الطلاب كان عليها أن تتفوق فوق العادة في دراستها وانضمت أيضا إلى حركة الشباب الرسمية التي يرعاها حزب الوحدة الاشتراكي الحاكم كي يسمح لها بدخول الجامعة وعلى الرغم من تجاوزها كل العوائق حرمها والدها من أن تصبح معلمة للغة الإنجليزية فاختارت دراسة الفيزياء في جامعة لايبزيج لأن الحكومة الشيوعية كانت تتدخل في كل شيء باستثناء قوانين الطبيعة مثلما تقول ميركل في مذكراتها.

أنجيلا ميركل من نادلة في حانة  أول سيدة مستشارة ألمانية في تاريخ ألمانيا

عملت الفتاة القادمة من برلين نادلة في حانة وكانت تحصل على اجر يتراوح بين 20 إلى 30 فينينخاً عن كل مشروب تبيعه وهو ما ساعدها على دفع إيجار منزلها .في عام 1977 دخلت انجي الحياة الزوجية مبكراً مع زميل دراسة يدعى أولريخ  ميركل وانفصلا بعد زواج دام اربع سنوات  لكنها احتفظت بلقب أسرته حتى بعد أن تزوجت أستاذها الجامعي والمشرف على رسالتها للدكتورة في جامعة برلين الشرقية البروفيسور يواخيم زاور.

دخلت انجي العمل الأكاديمي باحثة في كيماء الكم في أكاديمية شرق ألمانيا ولم تفكر قط في دخول الحياة السياسية في ظل الشيوعية إلا بعد سقوط حائط برلين عام 1998 ومن هنا انطلقت إلى عالم السياسة وانضمت إلى حزب الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا.

لكن صعودها لقمة الحزب مر بتحديات كبيرة متوقعة وغير متوقعة فهدم جدار برلين لم يصلح سريعاً ما أفسده انقسام مجتمعي عمره 4 عقود حيث كان ينظر إلى ميركل على إنها نموذج  للشذوذ السياسي بين القادة الألمان لا لشيء يتعلق بأدائها المهني بل لأنها امرأة مطلقة تزوجت مرة ثانية وعالمة كيمياء.

استطاعت ميركل آنذاك أن  تجتاز تجربة الاستبداد في سنوات الشيوعية العجاف عرفت كيف تصعد قمة الهرم سريعاً بعد عام واحد من دخول الحزب تقلدت ميركل منصب وزيرة لشؤون المرأة والشباب ثم وزيرة للبيئة والسلامة النووية وأصبحت زعيمة للحزب الديمقراطي المسيحي عام 2002.

أخفقت أولى محاولتها لانتزاع منصب المستشارة على إثر خسارتها الانتخابات في مواجهة إدموند ستويبر وفي عام 2005 اللحظة الفرقة في مسيرة انجي إذا حققت النصر الانتخابي على المستشار غيرهارد شرودر بفارق ضئيل بعد التحالف بين حزبها والحزب الاجتماعي ودخلت التاريخ أول سيدة مستشارة في ألمانيا.

تسلمت السلطة في أجواء سياسية واقتصادية غير مبشرة  إذا ينتظرها 5ملايين ألماني عاطل عن العمل و94 مليار دولار عجز في الميزانية بنسبة تتجاوز المعايير الأوروبية  وضعت يديها على العلة وشخصتها وعرفت أن كسب ود الألمان لا يكون بالشعارات الشعوبية والخطابات المكررة  ولا بتجييش الأعلام للترويج لإنجازات وهمية بل يكمن أهميته في ثالوث الاقتصاد والبطالة .

وأدركت عالمة الفيزياء أن كل تأثير جيد في ميدان الأرقام والإحصاءات له رد فعل متساوٍ في المقدار في صناديق الانتخابات وهكذا حافظت على ثقة الألمان في أربعة دورات انتخابية متتالية.

سياسة المستشارة ميركل في الجانب الاقتصادي والدعم الأسري

طبقت ميركل كل سياسات أدت إلى ما يشبه الثورة إذا رفعت الحد الأدنى للأجور إلى 8.50 يورو في الساعة الواحدة في الوقت تحتاج فيه البلاد إلى كل يورو للتخلص من الركود.

خفضت ميركل ضرائب الشركات من 25 إلى 12.5 في المئة وذلك ما أنعش الشركات المتوسطة والصغيرة التي تكون عمود اقتصاد البلاد وجعل ألمانيا أبرز وجهات المستثمرين الأجانب خلال عامين فقط ترجع عجز الميزانية من 94  دولار في 2005 إلى 9 مليار دولار في2007.

وفي محاولة لدعم الأسر .ومساعدة الآباء على تربية أطفالهم أقرت حكومة ميركل قانون استحقاق الوالدين فلة أصبحت مواطناً ألمانياً ذات يوم ستحصل أنت وزوجتك عندما ترزقان بطفل على إجازة تصل إلى 14 شهراً وسيمنح كلا من الزوجين على 67% لمعاش شهري خلال تلك الفترة.

كما ألغت ميركل التجنيد الإجباري  الذي يعود عمره إلى 50 عاماً في خطة لبناء جيش محترف.

وجهة نظر أنجيلا ميركل من أزمة اللجوء

تقول المستشارة أنجيلا ميركل نحن نشعر بالصدمة من صور اللاجئين السوريين الإيزيديين والمسيحيين في العراق وحينها قررت أنجيلا فتح الباب لمليون لاجئ نصفهم من السوريين وحظى قرارها بترحيب أممي ومنحتها مجلة تايم لقب شخصية العام والزعيم الفعلي للاتحاد الأوروبي.

متى طلقت أنجيلا ميركل عالم السياسة

بعد محاصرة حزب البديل الشعبوي اليمني المستشارة أنجيلا ميركل بالحملات المناهضة للهجرة والإسلام ولا سيما عقب اعتداءات جنسية نسبت إلى المهاجرين وهو ما هز شعبية ميركل فخسرت مليوناً ونصف مليون  ناخب في انتخابات 2017 في أسوء نتيجة  لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي منذ 1949 لم تنظر ميركل إلى ذلك على إنه انتكاسة وخيبة سياسية بقدر ما هو رسالة إنذار بضرورة التغير  فقررت ترك زعامة الحزب إلى  أنغريت كرامب كارنباور وأعلنت أنها لن تترشح في الانتخابات القادمة لمنصب المستشارة عائدة إلى ممارسة هوية الشعر الغنائي مع زوجها والشغف بالطبخ ومشاهدة مباريات كرة القدم في شقتها البسيطة وسط برلين.