على الطريقة التركية ليبيا تدخل في دائرة المفقودين العرب بعد سوريا والعراق

على الطريقة التركية ليبيا تدخل في دائرة المفقودين العرب بعد سوريا والعراق
الميليشيات التركية في ليبيا

في الأيام الأخيرة شاهدنا اعتداء تركي غير مبرر على ليبيا  لتخرج بعدها مصر وفي مؤتمر حضره خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي ، وعقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، وكانت أول وأهم مبادئ هذا الإعلان ” يشمل دعوة كافة الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين، وشدد على أهمية مخرجات قمة برلين بشأن الحل السياسي في ليبيا ” كما جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالرغم من أن الإعلان وجد رواج وتأييد عالمي، إلا أنه رفض من قبل تركيا.

الأزمة الليبية
القوات التركية

بدايات التدخل الليبي في شمال سوريا  

دخلت تركيا في البداية الأراضي السورية بحجة حربها مع ” وحدات حماية الشعب ” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا والذي تمتد جذوره لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعاً مسلحاً ضد تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي رغبة منهم في الحكم الذاتي للأكراد في مناطق تواجدهم في جنوبي شرقي تركيا.

ومع دخول القوات الأمريكية إلى الأراضي السورية للقضاء على داعش والذي بدأ في شن هجمات إرهابية على أوروبا والغرب، وتعامل مع الصحفيين والأسرى جميعاً بقطع الرأس، لم تجد في سوريا أي فئة مجهزة لخوض مثل هذه المعارك غير الأكراد وهو ما بنى عائق أمام تركيا في القضاء على الأكراد الذين باتوا تحت طائلة الحماية الأمريكية.

بعد الخروج الأمريكي من سوريا وسحب القوات أصبحت تركيا هي المسئولة عن الحدود بيها وبين سوريا بموافقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن أردوغان لم ينسى ثأره مع الأكراد وحلف العمل الكردستاني، ليعلن بعدها في اجتماع الأمم المتحدة بأنه يريد إنشاء 10 مناطق و 140 في هذه المنطقة لإسكان اللاجئين السوريين، ليرد عليه ترامب بلهجة مليئة بالوعيد إذا أقدم على هذه الخطوة بأنه سيدمر تركيا اقتصادياً

الغريب بأن كل من له حق الاعتراض وحق الدفاع عن سوريا رفض التدخل التركي بأي شكل من الأشكال في سوريا، فتركيا لم تدخل سوريا من دافع الصدفة أ الحفاظ على الحدود بل دخلتها ومعها سياسات منظمة تريد أن تقوم بها.

الأزمة الليبية
الميليشيات التركية في ليبيا

 

التدخل التركي في ليبيا  

ما زالت تركيا تدعم الإرهاب وتؤسس جذوره كما كانت دوماً، ومن الواضح بان تركيا لم تنسى يوماً أطماعها، فكما قال أناتولي أنتونوف، وكيل وزارة الدفاع الروسية، إن تركيا كانت أكبر مشترٍ للنفط “المسروق” من سوريا والعراق عن طريق داعش. فمن الواضح أنها تطمع الأن في الحصول على النفط الليبي.

أعانت تركيا بدء عمليات جديدة ولكن هذه المرة على الأراضي الليبية، وبالفعل بدأت تركيا بإدخال مرتزقة وإرهابيين سوريين إلى ليبيا بدعم من حكومة الوفاق الوطني، الغريب أن حكومة السراج جاءت من البداية لكي تشمل الشعب الليبي بشكل عام حسب من نص عليه اتفاق الصخيرات‘ إلا إنها توجد في جزء من طرابلس ولا تقدم صنيعا غير دعم الميليشيات و الإرهابيين، ومن الواضح أن حكومة السراج جاءت من البداية وكان في نواياها الباطنة دعم الإخوان والعناصر المتطرفة.

أوضح اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، أن حكومة السراج أنفقت ما يبلغ مليارين و 400 مليون دينار على الجماعات الإرهابية والمرتزقة، فالتدخل التركي موجود مع بداية السراج.

على الطريقة التركية ليبيا تدخل في دائرة المفقودين العرب بعد سوريا والعراق 1
مساعي تركية في النفط الليبي

مساعي تركيا في ليبيا

ذكرت تقارير جاءت على ألسنة خبراء استراتيجيين ومحللين سياسيين، أن التدخل التركي ليس الهدف منه إنهاء الحرب الذي يخوضها السراج وحفتر، بل في الحقيقة أن الهدف من هذا التدخل هو مساعدة حكومة السراج على البقاء، وعلى مستوى الخبراء الأتراك، فكل همهم هو الصعوبة التي ستواجهها تركيا في نقل الإمدادات من تركيا إلى ليبيا التي تبعد عنها بحوالي 1500 كيلو، كما تشير بضرورة الإمداد الجوي في ليبيا، تسعى تركيا في المقام الأول في الحصول على النفط الليبي، كذلك دعم لمصالحها الاقتصادية والتي توجد في مجال العمارة والبناء.

الأزمة الليبية
الميليشيات التركية في ليبيا
مخاطر التواجد الليبي

التدخل التركي في ليبيا له العديد من المخاطر على الأمن القومي العربي، في زيارة مفاجأة من قبل أردوغان إلى تونس والتي تمتلك حدود سياسية و جغرافية مع ليبيا، أكدت تونس على موقف الحياد التي ستتخذه في هذا الملف، وهو موقف غريب في حد ذاته، فكيف الحياد مع دمار أرض عربية أخرى ؟، وكيف الحياد مع السرقة والنهب التركي ؟، ومن الجانب المصري، قامت مصر بالعديد من الخطوات في تأمين حدودها مع ليبيا، كما رفضت التدخل التركي جملة وتفصيلاً في هذا الإطار، لأنها علمت من البداية المساعي التركية والأطماع في التنقيب عن البترول في المتوسط، ويعتقد الخبراء والباحثين، أن العلاقات بين تركيا ومصر والأمارات ستزداد سوء مع أردوغان، والذي يضرب بالقوانين والمعاهدات عرض الحائط.

الأزمة الليبية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
صمت العالم

أمام كل هذا الصراع على الأراضي الليبية والتدخل التركي، نجد العالم يقف مكتوف الأيدي، فرنسا تخرج كل يوم قائلةً بأنها رأت ناقلات بحرية وجوية تنقل الأفراد والمعدات من تركيا إلى ليبيا، ثم ماذا فعلت ! لا شيء، ألمانيا ليس من الغريب أن تصمت بعد تورطت في شراء النفط من تركيا القادم من داعش والمستخرج من الأراضي لسورية والعراقية بطريقة غير شرعية جاء هذا في تصوير قمر صناعي روسي لهذه العملية، أمريكا التي تشتهر بفرض الخناق والعقوبات، لم تتخذ قرار واحد ضد تركيا، فالعالم يصمت ويكمم أفواهه والأزمة الليبية تتفاقم.