ذكر الزيتون في القران الكريم في خمس سور وستة ايات قرآنية، وهي الثمرة الأكثر ذكرا فيه من بين جميع الثمار، مما يشير الى قيمته الغذائية العالية التي وهبها الله لنا، فما هو تاريخ زيت الزيتون ونسبة استهلاكه؟ وما هي أهم فوائده الوقائية والصحية لجسم الانسان؟.
زيت الزيتون تاريخ وحضارة
أشجار الزيتون معمرة ولا تزال صامدة أكثر من أربعة الاف عام، فقد وجد علماء الاثار في شمال سوريا بعض الأواني الفخارية التي كانت تستعمل في حفظ زيت الزيتون في مملكة ايبلا التي يعود تاريخها الى الفي عام، كما أن الفراعنة استعملوه في التحنيط، ويذكر أن الحضارة الاغريقية قامت من بين أشجار الزيتون وتربية النحل وصنع الأجبان، وقد حاول الفرس حرق اشجارهم لكترثها وكانت بعض العملات المتداولة لديهم منقوشة برسم أوراق الزيتون واستخدموا زيتها لإضاءة القناديل. و قد كتب عنه العديد من الفلاسفة عبر التاريخ.
وقبل القرن السادس عشر اتجه الأوروبيون الى زراعة الزيتون في العالم الجديد، وبدأت زراعته في المكسيك والبيرو والأرجنتين والتشيلي، وفي القرن الثامن عشر بدأت امريكا باتخاذ قرارها بزراعة الزيتون فبدأت زراعته في ولاية كالفورنيا.
فوائد زيت الزيتون الوقائية والصحية
يحتوي زيت الزيتون على تشكيلة واسعة من المواد المضادة للأكسدة التي لا توجد في غيرها من الزيوت، وتشير الدراسات أن زيت الزيتون له تأثير وقائي ضد بعض الأورام الخبيثة في الثدي و البروستات وبطانة الرحم والقناة الهضمية، ويحتوي على نسب عالية من الدهون الأحادية الغير مشبعة والتي تخفف من الاصابة بأمراض القلب التاجية، وينصح بادراجه في النظام الغذائي لاتباع الحمية، وأظهرت الفحوصات السريرية أن استهلاك زيت الزيتون يوفر فوائد صحية للقلب كتنظيم نسبة الكولسترول في الدم، كما أنه يحتوي على مادة البوفيلون المضادة للأكسدة والتي توفر المرونة الكافية للشرايين وتحمي القلب وتمنع السكة الدماغية.
يحتوي زيت الزيتون على نسبة كبيرة من فيتامين ه تصل الى تسعين في المئة و فيتامين ك الذي يصل الى تسعة وخمسين في المئة، كما أنه يحتوي على اوميكا 3 واميكا 6 ويشكل حمض الأوليك النسبة الأكبر من مكوناته بالاضافة الى الدهون والبتسترون الذي يحول دون الامتصاص المعوي للكولسترول، ويحتوي على الأحماض الهامة كحمض النخليك، كما أنه له علاقة هامة من الأمراض كالامساك وهشاشة العظام وحموضة المعدة وسلامة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي.
احصائيات انتاج زيت الزيتون عبر العالم
تقدر الاحصائيات الاخيرة أن هناك أكثر من ثمانين مليون شجرة من زيت الزيتون مجودة في العالم، تسعون بالمئة موجودة في البحر المتوسط.
وقد تتضاعفت نسبة المساحة المغروسة من مليونين الى تسعة ملايين وتسعة مائة ألف حول العالم، وبلغ المحصول العالمي من زيت الزيتون ما يزيد عن ثمانية عشر مليون مائتان الف طن في العام.
تحتل اسبانيا سبعة وعشرون في المئة من المساحة المزروعة في العالم وتنتج خمسة ملايين وخمسة مئة ألف طن سنويا،بينما تنتج ايطاليا واليونان سنويا نحو ثلاثة ملايين طن،وتقل النسبة في كل من تونس وتركيا الى نحو مليون وثلاثة مئة ألف سنويا.
توجهت بعض الدول في انتاج زيت الزيتون في مناخها كالسعودية، فقد زادت عن مليونين وسبعة مئة ألف شجرة في الأعوام الأخيرة.
بلغ نسبة استهلاك زيت الزيتون في اليونان الى ستة وعشرون لترا في العام الواحد، بينما وصل الى أربعة لتر في ايطاليا وثمانية لترات في الدول العربية، وتبين بذلك قلة نسبة الأشخاص المصابين بأمراض القلب في حوض البحر الأبيض المتوسط،كما أثبتت الفحوصات المخبرية أن له تأثيرات وقائية من تشكل الأورام الخبيثة في الجلد، كما أنه لا يسبب الحساسية، وأنه أيضا مانعا للتقلصات المعوية القوية كما يخفض من نسبة السكر في الدم ، كما يخفض من ضغط الدم المتزايد.
فوائد زيت الزيتون الجمالية
يعد زيت الزيتون رائدا في مجال الصحة والجمال، فهو مرطب للبشرة من الدرجة الأولى ويجدد خلايا الجلد ويلين الانسجة ويطفي نعومة على البشرة. ويستخدم على نطاق واسع في صناعة التجميل التي يدخل في تركيبها كالصابون وغسول الشعر وكريمات الحلاقة.