وزارة الأوقاف تجيب عن تساؤل غلق المساجد في حين إتاحة وسائل المواصلات العامة

وزارة الأوقاف تجيب عن تساؤل غلق المساجد في حين إتاحة وسائل المواصلات العامة
وزير الأوقاف يوضح حقيقة فتح المساجد لأداء صلاة التراويح

منذ فترة إعلان وزارة الأوقاف عن غلق المساجد بجميع أنحاء الجمهورية كإجراء احترازي لمحاربة انتشار فيروس كورونا، وقد بدأت البلاد تسير في حالة من التخبط ما بين الدين و الصالح العام. ولم تقرر الوزراة ذلك من تلقاء نفسها ولكن نظرا للاندلاع الشديد للفيروس التاجي حول العالم، حتى أن الحرم المكي قد أغلق أمام زواره ونحن في واحد من أهم مواسم العمرة طوال العام. وصرحت الوزارة مليا على أن الدين قد وجد للصالح العام وأن ما تمر به البلاد ماهي إلا مرحلة مؤقتة يجب الصبر عليها والالتزام فيها حتى نعود لمساجدنا. ومن بين التساؤلات العديدة حول هذا الموضوع هو لماذا تم غلق المساجد في حين أنه متاح التجمع في وسائل النقل الجماعي؟

  تعليق وزارة الأوقاف على اعتراضات المصريين

صرح وزير الأوقاف محمد مختار جمعة ردا على تذمر العديد من المواطنين على غلق المساجد وخاصة المعلقة قلوبهم بها، أننا مازلنا في حاجة إلى نقلة نوعية في فهم الخطاب الديني في مصر مع قراءة الواقع الذي نعيشه قراءة واعية تتماشى كذلك مع مستجدات العصر فديننا لكل الناس ولكل عصر. تلك الرؤية التي تراعي بشكل كبير مفهوم الأولويات في ظل التمسك بالشرع، والتي تراعي فقه النوازل والموازنات. وأضاف أن كل ما نحتاج إليه للاستيعاب الشامل للمفهوم الديني هو مخاطبة العقل بالحجة والبرهان وإدراك أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

وزير الأوقاف مصر تحتاج إلى نقلة نوعية في فهم الخطاب الديني
وزير الأوقاف مصر تحتاج إلى نقلة نوعية في فهم الخطاب الديني

 

وفي تصريحات عديدة له باسم وزارة الأوقاف أكد على أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، وأنه من اختصاص أهل الذكر في البلاد لتحديد المفسدة من المصلحة، بل إن المفسدة اليسيرة قد تحتمل لتحقيق المصلحة العظيمة، مثلما هو الحال الآن في غلق المساجد ومنع التجمعات والاحتفالات الدينية، لأن في الاجتماع ضرر الآن حيث يساعد على انتشار العدوى الخطيرة بفيروس كورونا، الذي اجتاح العالم بلا رحمة. ولذلك علينا الصبر والالتزام في هذه الأيام حتى لا ندخل في مراحل خطيرة للمرض. وفي هذه الحالة يبنى الرأي الشرعي على الرأي الطبي ولا يسبقه.

رد وزارة الأوقاف عن غلق المساجد في حين إتاحة وسائل النقل

ورد جمعة على تساؤل “لماذا نغلق المساجد ونترك وسائل النقل العامة؟” بأنه الفيصل في ذلك هو المصلحة المعتبرة التي يحددها أهل العلم والاختصاص معا. وطبقا لرأي الأطباء في ذلك فإن تجمعات الصلاة في المساجد تكون على نحو قريب جدا ويمكن أن تسبب العدوى، وديننا قد علمنا أن حياة الساجد تقدم على المساجد. وقد نظر نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة المشرفة وقال: ” ما أعظمك وأعظم حرمتك، ولكن دم المؤمن أعظم عند الله منك.” 

أشارت وزارة الأوقاف أن المواصلات العامة ضرورية لسير الحياة
أشارت وزارة الأوقاف أن المواصلات العامة ضرورية لسير الحياة

 

ودائما ما تشير وزارة الأوقاف إلى هذه الحقيقة البينة أن الله -عز وجل- قد جعل الأرض لنا مسجدا وطهورا، وهذا ما أكد عليه الإمام جمعة . ومنع ذهابنا للمساجد هو للمصلحة المعتبرة وخوفا على النفس من الهلاك الناتج عن انتشار فيروس كورونا. وعمل وسائل النقل العام في الظرف الراهن تقدر فيه المصلحة بقدرها اتساعا أو تحديدا من أهل الاختصاص، ومادام الوباء لم يستشر فإن مصالح الناس تستوجب ذهاب الكوادر الطبية لعملهم، وكذلك الصيادلة والعاملين بالمخابز ومحلات البقالو وغيرها من النشاطات المصرحة والضرورية لسير الحياة. والأمر كله يرجع إلى ولي الأمر وقراره هو أو من ينيبه، مشيرا إلى أن الطاعة في ذلك واجبه ومخالفتها معصية.