حكاية شاب صعيدي رسّام بالفطرة ولكنّ التعليم أوقف مسيرته

حكاية شاب صعيدي رسّام بالفطرة ولكنّ التعليم أوقف مسيرته
حكاية شاب صعيدي رسّام بالفطرة ولكنّ التعليم أوقف مسيرته

لفت نظري أكثر من مرّة رسومات مرسومة بالأزرق على جدران منفذ المخبز الذي أشتري منه الخبز في شارع عبد الحميد مكي في قلب حدائق المعادي.

الرسومات كانت عبارة عن ( توك توك )، ومحلّ مواجه إلى منفذ المخبز يُدعى ( الطيب)، ومؤخرًا امرأة محجبة بعباءة وأمامها سجادة للصلاة.

مرّ يوم واثنين وثلاثة حتى وصلت إلى صاحب هذه الرسومات الأشبه بالكاريكاتورية، فهو قادر على إيصال الفكرة التي يعبر عنها من خلال الرسم بصورة مباشرة، وفنية مبدعة.

عبدالرحمن عبد النبي الصعيدي وحكايته مع التعليم في مصر

طلبت من رسّام هذه الصور الكاريكاتورية الصغيرة، أن أعرف حكايته وما سرّ هذه الموهبة.

اسمه عبد الرحمن عبد النبي، وهو فتى من فتيان صعيد مصر من قرية من قرى محافظة المنيا.

عبد الرحمن عبد النبي بجوار مجموعة من رسوماته على جدران منفذ الخبز

قال والحزن في عينيه: ” أنا أحب الرسم، وكان هذا سبب مشاكل بيني وبين معلمي في المدرسة الابتدائية، لأنهم يروني أترك الاستماع والانصات للدرس وأندمج مع الرسم، حتى اشتكوا لأبي فقررت ترك المدرسة. ”

وأضاف عبد الرحمن أن كراسات الرسم الكبيرة كانت هي متعته في الحياة، وظل يرسم عليها حتى بدأ رحلة الشقاء، فعمل في أحد فنادق مدينة المنيا، وأخذ ينتقل من عمل إلى آخر، ومن المنيا ثم الاسكندرية وأخيرًا إلى القاهرة.

عبد الرحمن عبد النبي: أنا نفسي أكمل الرسم “بس مفيش سكّة”

أوضح عبد الرحمن أنه وصل إلى المرحلة الاعدادية لكنه لم يستطع المواصلة في التعليم، وشعر بكثير من الملل، والضجر بسبب عدم قدرته على تنمية موهبته في الرسم.

صورة كاريكاتورية لمحل مقابل منفذ البيع الذي يبيع فيه عبد الرحمن الخبز
صورة كاريكاتورية لمحل مقابل منفذ البيع الذي يبيع فيه عبد الرحمن الخبز

وبعدما وصل إلى القاهرة ظل حلم الرسم يراوده لذلك فجأة ينسى نفسه ويبدأ بالرسم على الجدران وعلى الأوراق التي يراها أمامه.

وتابع: ” نفسي أبدأ إحتراف وتعلم الرسم واشتغل من جديد، ولو عرفت أن أنمي موهبتي وأذهب إلى المكان الذي أتعلم فيه، سأكون فنان رهيب وأحترف الرسم بالزيت لكن للأسف مفيش سكة أمامي”.