يتسائل الجميع عن أسباب التدخل التركي في منطقة المتوسط، فهل الهدف فرض نفوذ، وإعادة سيطرة الحكم العثماني على المنطقة، أم هي حرب اقتصادية على للسيطرة مصادر الغاز في شرق البحر المتوسط، خاصة بعد ترسيم الحدود بين مصر من جهة وقبرص واليونان وإسرائيل من جهة أخرى، والتي سمحت لتلك الدول بالبحث والتنقيب عن ثروات الغاز والنفط في المياة الإقليمية لكل منهم .
ويرى المتخصصون أن التحركات التركية ليست وليدة اللحظة، وإنما هي خطة منظمة ومدروسة، معروف مراحلها مسبقًا، والتي كانت أولها منذ أسابيع، بعد توقيع وزير الخارجية التركي اتفاقًا مع حكومة السراج في ليبيا، يخول للطرفين ترسيم الحدود البحرية .
ومن الواضح أن تلك الاتفاقية، هي استفزاز مباشر للجانب المصري، حيث فرضت تركيها نفسها كصاحبة حق في المياة الإقليمية الليبية، وأن أي اكتشاف بترولي لها‘ فهي عنصر اصيل في التحكم في جزء منه، وهذا ما يجرجر الجانب المصري، للتصدي لهذا التهديد الخطير لمصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة .
مصر تبدأ في التحرك السريع
بدأت مصر سريعًا في التصدي للتهديد التركي، فعلى المستوى السياسي، تم إصدار بيان ثلاثي بين مصر واليونان وقبرص يعترض على الاتفاق الثنائي بين تركيا والسراج، أما على المستوى العسكري، فقد تحركت القوات البحرية لإجراء تدريبًا موسعًا في «مسرح عمليات» البحر المتوسط، بمجموعة من الغواصات على رأسها الغواصة “روميو”، التي تم إطلاق صاروخًا منها طراز هاربون مضاد للسفن .
رد تركيا على التدريبات البحرية المصرية
ورد الجانب التركي بتصريحات لأردوغان قال فيها : ” لا يمكن لمصر وإسرائيل واليونان وقبرص القيام بأعمال تنقيب في البحر المتوسط دون أخذ إذن تركيا”، مضيفًا : “قادرون على حماية حدودنا البحرية وفق الاتفاقيات الدولية”، بالإضافة لتصريح وزير الخارجية التركي بأن الاتفاق الليبي التركي، يعطينا الحق في البحث والتنقيب عن الغاز والبترول، أما على الجانب العسكري، فإن تركيا ردت على التدريبات المصرية البحرية، بتدريبات مماثلة في المتوسط .
وأقرا معنا :
تركيا تدق طبول الحرب.. وغضب مصري وتحرك قبرصي
شكري يكشف آخر تطورات أزمة سد النهضة .. وتهديدات تركيا في المتوسط