كيف أثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمتطلبات الوظيفية في القطاع المصرفي

كيف أثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمتطلبات الوظيفية في القطاع المصرفي
الذكاء الاصطناعي

لم يعد تأثير النمو المضطرد في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي قاصراً على طريقة التواصل وآليات شراء المنتجات والخدمات من الشركات المختلفة، أو حتى كيفية الحصول على خدمات دعم العملاء.

يُعِيد الذكاء الاصطناعي أيضاً تشكيل الفرص الوظيفية في عالمنا المعاصر – وهو التطور الذي يصاحبه العديد من الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، ولكن في كل الأحوال ينبغي أخذها بعين الاعتبار.

المعضلة الأبرز فيما يخص تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بالنسبة للمشتغلين في قطاعات اقتصادية معينة، هو قدرته على أداء العديد من المهام، وبالتالي فتح الباب واسعاً أما الاستغناء عن وظائف عديدة. لا يمكن إنكار أن آليات الذكاء الاصطناعي وتقنياته المتنوعة قد استحوذت بالفعل على العديد من المهام التي كان يقتصر أدائها في الماضي على العنصر البشري. وبحسب بعض الدراسات الحديثة، يتوقع الخبراء أن تحل تطبيقات الذكاء الاصطناعي محل 50% من جميع الوظائف المصرفية خلال السنوات العشرة القادمة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف المصرفية

كما أشرنا آنفاً، يجب النظر إلى الإيجابيات والمساوئ التي ستصاحب دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم البنوك ومدى تأثيرها على فرص العمل المتاحة.

أصبح الذكاء الاصطناعي بالفعل أحد التهديدات الجدية لمستقبل العديد من الأشخاص حول العالم. على سبيل المثال، بدأت البنوك تعتمد بشكل متزايد على الاستفادة من المزايا الجمة التي توفرها هذه التكنولوجيا الناشئة.

وبطبيعة الحال، سيحقق هذا الإحلال فوائد مالية للبنوك. وبشكل عام، تستطيع المؤسسات المالية تحقيق وفورات في التكلفة عند التحول إلى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن الفوائد التي ستجنيها من تقديم تجربة أفضل للعملاء، ومرة أخرى بتكلفة أقل بالنسبة للعميل والبنك على حد سواء.

ويعتبر بنك بنك أركنساس، والمعروف باسم البنك الوطني الأول في وين، أحد الأمثلة البارزة في هذا الصدد، حيث أعلن مؤخراً عن خفض تكلفة تحويل الإحالات إلى عملاء فعليين بنسبة 70% بعد تطبيق استراتيجية تعتمد على استخدام روبوتات الدردشة التفاعلية (Chatbots) في التعامل مع العملاء المهتمين بالحصول على خدماته المصرفية.

وشهدت تطبيقات روبوتات الدردشة الآلية هي الأخرى تقدماً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة. على سبيل المثال، يستطيع برنامج Ceba الذي طوره بنك الكومنولث الأسترالي التعامل مع 200 مهمة في وقت واحد. كما يستطيع هذا الروبوت تحليل أكثر من 500,000 نشاط مصرفي يمكن أن يطلب العملاء أدائها أو الحصول على معلومات عنها بسرعة فائقة، فضلاً عن تزويد العميل بإجابات دقيقة وتقديم المساعدة في الوقت الحقيقي دون الحاجة لوجود مشغل بشري على الجانب الآخر من غرفة الدردشة. وبرغم فوائد برامج الدردشة الآلية وتطورها الملحوظ خلال الآونة الأخيرة، إلا أنها لن تتمكن من الإحلال محل جميع مقدمي الاستشارات المصرفية. يعزى ذلك إلى أن استفسارات العملاء في بعض الحالات تكون معقدة للغاية بصورة يصعب على برنامج الدردشة تحليلها والإجابة عليها بطريقة صحيحة. وفي مثل هذه الحالات يتم إحالة العميل إلى موظف الدعم المسئول لتقديم المساعدة المطلوبة.

خاتمة

يشعر العاملون في القطاع المصرفي بقلق متزايد في ظل إقدام العديد من البنوك، مثل بنك أبوظبي الأول، على تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إطار مواكبة أحدث التقنيات في هذا المجال. ولكن ربما يكون هذا القلق مبالغاً فيه بعض الشيء لأن التقدم التكنولوجي وبرغم قدرته على القيام بالعديد من الوظائف نيابةً عن العنصر البشري، لن يكون قادراً على استبداله في كثير من الحالات بسبب حساسية أو تعقيد المهام الموكلة إلي بعض الأقسام داخل البنك. وفي كل الأحوال لا يزال تأثير الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي مقتصراً على تقديم المساعدة في أداء الأعمال المصرفية بطريقة أكثر سرعة وكفاءة، حيث لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن تحوله إلى تهديد حقيقي للمستقبل الوظيفي للعاملين في القطاع المصرفي.