هي ساعات صعبة وعصيبة مرت على أهالي قرية الراشدة في محافظة الوادي الجديد، وذلك منذ الساعات الأولى لصباح يوم الجمعة الماضي وحتى صباح السبت الماضي، وذلك بعدما تركت تلك الساعات ذكريات وآثار لم يمكن أن تمحى من ذكرة أهالي هذه القرية، وستكون عالقة في أذهان الصغير قبل الكبير، فهي ليلة تحولت فيها القرية الهادئة إلى حجيم بالمعنى الحرفي.
يوم الجمعة هو يوم هادئ دومًا في تلك القرية الموجودة ضمن نطاق مركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، ولكن الجمعة الماضية لم تكن كذلك، حيث بدأت ألسنة اللهب في الصعود وإلتهام الأخضر واليأبس، وسط حالة من الرعب والذعر سيطرة على أهالي القرية.
وبالتأكيد سيكون أول شيء يفكر به الجميع هو “الهروب”، وحاول أهالي القرية الهروب من منازلهم بعدما اقتربت النيران منهم، بدأ الجميع يذهب إلى شوارع القرية من أجل المساهمة في إطفاء الحرائق، وهذا في الوقت الذي بدأ فيه بعض الناس في البحث عن مكان آمن بعيدًا عن تلك النيران التي كان يبدو بأنها لن تتوقف في القريب العاجل.
وبحسب رويات شهود عيان، فإن أهالي القرية قاموا بشيء يدل على الثقافة والوعي الكبير الذي يمتلكه أهالي القرية، حيث أكد البعض بأن الأهالي قد خرجوا من منازلهم دون أن يحملوا أغلى ما يملكون، لكنهم هرعوا حاملين أسطوانات البوتجاز كي لا تتعرض منازلهم للانفجار، وتشتعل حرائق أكبر.
وعلق شخص من أهالي القرية على هذه الواقعة قائلًا: “أخرجت الأنابيب وأهل بيتى بعيد عن الحريق، ورجعت أساعد رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق”.