شهدت الفترة الماضية توترًا في العلاقات بين مصر وأثيوبيا، على خلفية تعنت الجانب الأثيوبي في المفاوضات السابقة، وعدم موافقتها على مجموعة من الحلول التي قدمتها مصر لحل الأزمة، وقابلتها بالمراوغة تارة والمماطلة تارة أخرى، وكان موقف مصر دائمًا الحفاظ على العلاقات التاريخية مع أثيوبيا، وعدم عرقلة مسيرة التنمية لها، مع عدم االمساس بحق مصر التاريخي في حصته في مياه النيل .
ولكن ما حدث في الاجتماع الذي تم بين الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وأثيوبيا)، الأسبوع الماضي في العاصمة السودانية الخرطوم، كان مفاجأة كبيرة، حيث تغير موقف أثيوبيا بشكل كبير، فقد وصف المتحدث الرسمي بإسم وزارة الري المصرية «حسام الإمام» الاجتماع بالإيجابي، لافتًا إلى أن الأطراف الثلاثة، كانت لديهم دوافع إيجابية لحل المواقف الخلافية أكثر من اي وقت مضى، ولا سيما الطرف الأثيوبي الذي خفف من حدة التعنت التي كانت سمة رئيسية له خلال الفترة الماضية، حيث وافق على زيارة الوفد المصري لسد النهضة، وسدود أخرى، وأطلع الجانب المصري في سابقة لم تحدث من قبل على تفاصيل لم يذكرها في الاجتماعات السابقة، وهذا ما بدد كثير من الشكوك لدى الجانب المصري .
أما المفاجأة الثانية، هي قيام السودان بطرح رؤية جديدة للحل ترضي جميع الأطراف، وخاصة فيما يتعلق بمراحل ملء السد، وكذلك توقيت تشغيل السد، بالإضافة إلى حسم مسالة المكتب الاستشاري لتقديم تقرير حول الاثار الضارة المحتملة للسد على دول المصب، واستئناف المفاوضات بين اللجان الفنية للدول الثلاث، بعد توقفها لفترة، لرؤية مصر عدم جدواها في ظل التعنت الأثيوبي .
واقرأ معنا :
اثيوبيا تستجيب للمطالب المصرية