ساعات تفصلنا عن ليلة النصف من شعبان، وأيام قليلة ويهل علينا الضيف الكريم الذي ينتظره الجميع، وهو شهر رمضان الفضيل، فليلة النصف من شعبان لها فضائل عظيمة، وقد ورد عن بعض العلماء أن ليلة النصف من شعبان هي التي تم تحويل القبلة فيها من بيت المقدس إلى مكة المكرمة، وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم، يصوم في شهر شعبان أكثر من غيره من الشهور باستثناء شهر رمضان، ونوضح خلال السطور التالية فضل ليلة النصف من شعبان، وحكم صيامها وسبب تسميتها بعيد الملائكة وموضوعات أخرى في هذا الشأن .
فضل ليلة النصف من شعبان
ذكرت دار الافتاء المصرية أن ليلة النصف من شعبان لها فضائل كبيرة، من أهمها أن الله يتنزل إلى السماء الدنيا فيغفر لملايين المسلمين، فقد روت السيدة عائشة – رضي الله عنها أنها قالت : فقدت النبي (صل الله عليه وسلم) ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعًا رأسه إلى السماء، فقال : «يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله» فقلت: وما بي ذلك، ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال:«إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (وهو اسم قبيلة)»، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، والدليل ما ورد عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قُلتُ: يا رسول الله، لمْ أرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم مِنْ شعْبان ؟ قال : «ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبُّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ» .
لماذ سميت ليلة النصف من شعبان بعيد الملائكة
من الأسماء المتداولة لليلة النصف من شعبان، هي أنها عيد الملائكة، فكما أن للمسلمين عيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى، فإن الملائكة لهما عيدان أيضًا أولهما ليلة النصف من شعبان، والثانية هي ليلة القدر، فليلة النصف من شعبان يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو ما يسعد الملائكة، أما ليلة القدر فيكتب فيها الأعمار والارزاق للعام القادم، بحسب ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}، كما أن الملائكة تنزل إلى السماء الدنيا فيها لتحف المسلمين، وتملأ الارض بالخير والرحمة، لقول الله تعالى : {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} .
موعد ليلة النصف من شعبان
تبدأ ليلة النصف من شعبان بعد مغرب يوم الرابع عشر من شهر شعبان، وحتى فجر يوم الخامس عشر، وتأتي هذا العام يوم الخميس الموافق 17 مارس 2022م، وتستمر حتى فجر يوم الجمعة الموافق 18 من مارس الجاري، أي أنه لم يتبقى على قدومها سوى 24 ساعة فقط، ويحرص الكثير من المسلمين على صيامها، ويرى أغلب العلماء جواز صيامها على الرغم من أنه لم يثبت عن الرسوم أنه صامها منفردة، لكنة كان صلى الله علية وسلم يحرص على صيام الأيام البيض، وهي 13 و15 و16 من كل شهر هجري، فيفضل صيام الايام البيض كاملة ومنها النصف من شعبان أو صيامها من أحد الأيام البيض .
الأيام البيض هي 13 ، 14 ،15 من كل شهر هجري