يمتلئ التاريخ بعدد كبير جدًا من الشخصيات التي لم ترتضي لنفسها بأن تكون مجرد عابر سبيل يمر على الدنيا دون أن يكون له تأثير ملموس ومنهم جواهر روبل ؛ بل إنهم بذل الوقت والجهد المضني حتى يكونوا علامات فارقة وشخصيات مرموقة ولقد تم بالفعل تسجيل أسمائهم في التاريخ بحروف من نور، ولا يقتصر ذلك على العصور القديمة فحسب، بل إن عصرنا الحالي مليء بالقصص المشابهة التي جسدت رحلة من التضحية والكد والعمل للوصول إلى القمة ومن هؤلاء الشخصيات هي الفتاة الصومالية السمراء (جواهر روبل) فما هي قصتها؛ هذا ما سوف نتعرف عليه سويًا عبر الفقرات التالية.
من هي جواهر روبل
باختصار هي فتاة صومالية مسلمة كانت من اللاجئين الذين قد فروا واستقروا في دولة بريطانيا مع أهلها منذ أن كان عمرها 10 سنوات فقط، وقد كانت تلك الهجرة إلى بريطانيا هربًا من الحرب الأهلية التي كانت مندلعة آنذاك في دولة الصومال، وكانت كان مقر إقامتها مع والديها في مدينة لندن.
قصة وصول جواهر روبل إلى التحكيم في مباريات كرة القدم ببريطانيا
في بداية حياة جواهر روبل في لندن، كانت تقطن بالقرب من ملعب ويمبلي وكانت تشارك في لعب كرة القدم بالمدرسة، ولم تكن تسعى إلى الحصول على وظيفة عادية تقليدية مثلها مثل باقي الفتيات كما أراد والدها ولكنها واصلت الاشتراك في مباريات كرة القدم وتطوعت في الدوري المحلي للفتيات.
وكانت جواهر تسعى إلى أن تكون لاعبة كرة قدم في الدوري الإنجليزي، ولكن تحولت رغبتها إلى العمل في مجال التحكيم عندما قامت بتحكيم مباراة كرة قدم للهواة بين الرجال والنساء وهي محافظة على ارتداء الحجاب؛ كان هذا الأمر سبب متعة حقيقة شعرت بها وهي تمارس مهنة التحكيم، وظلت تعمل على تطوير مهاراتها في التحكيم إلى أن تمكنت من أن تقوم بالفعل بتحكيم مباريات هامة في الدوري الإنجليزي.
وفيما تسعى إليه جواهر روبل في الفترة القادمة والتي تبلغ حاليًا 25 عامًا، ذكرت وفق فيلم وثائقي تم تصويره لها بواسطة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنها تسعى الآن إلى تحكيم نهائي بطولة كرة قدم سواء للسيدات أو الرجال.
صعوبات في حياة جواهر روبل
لم تكن الحياة وردية بأي حال من الأحوال عندما انتقلت جواهر مع عائلتها إلى لندن حيث قد واجهت العديد من التحديات، والصعوبات، مثل:
- عدم التمكن من استخدام اللغة الإنجليزية في بداية عمرها مما كان يجعلها غير قادرة على التواصل مع زملائها.
- ربما كانت تجد نوعًا من العنصرية من البعض نظرًا إلى لون بشرتها السمراء.
- طبيعتها المحافظة كانت تحول بينها وبين الزي المتعارف عليه للفتيات في المجتمع الأوروبي، ولكنها ظلت متمسكة بالحجاب والزي الإسلامي إلى أن تمكنت من أن تكون بالفعل أول حكمة مسلمة في بريطانيا.
وأخيرًا، أضافت جواهر روبل بأنها قد تخرجت للتو من الجامعة وسوف تصبح امرأة بدوام كامل ولن تتوقف مسيرتها من الإبداع والتميز ولكنها تطلب من العالم أن ينتظر منها الكثير من العمل والجهد والإبداع حتى تحقق هدفها الأساسي وهو أن تكون ملهمة لكل شخص يائس لا يعي أهميته ودوره في الحياة.
ولقد قامت قناة الغد بإعداد هذا اللقاء والتقرير الهام مع أول فتاة تعمل في تحكيم مباريات كرة القدم في الملاعب الإنجليزية وهو الموضح في الفيديو التالي:
وتختتم جواهر روبل حديثها بأنها تحذر الجميع من أنها تسعى لتكون أقوى امرأة في التاريخ تجمع بين العلم والعمل والمهارة في التحكيم أيضًا.