بعد الإغلاق العام بسبب كورونا ما هي متلازمة الكوخ التي ظهرت في بعض الدول العربية وأصابت مليوني في إيطاليا؛ فهي عبارة عن حالة نفسية يتعرض لها الأشخاص الذين تم احتجازهم سواء كان ذلك جبراً عنهم أو برغبتهم، حيث يجدون صعوبة في العودة للحياة الاجتماعية والخروج للمجتمع بعد فترة من الإنغلاق والبقاء داخل العزل المنزلي أو الاحتجاز، وينتابهم حالة من الخوف والفزع من الخروج من العزلة التي كانوا يعيشون فيها، ويجدون صعوبة في التعامل مع المجتمع وتتوطد لديهم حالة من حب العزلة والإختباء.
ما هي متلازمة الكوخ؟
وكانت الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها العديد من حكومات دول العالم لمواجهة تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد، بفرض الحظر على حركة المواطنين، وسياسة الإغلاق العام لجميع الأنشطة الاجتماعية، والتي دامت واستمرت لما يقرب من ثلاثة أشهر، لها دور كبير في ظهور تلك الحالة النفسية التي ظهرت في بعض دول العالم مثل إيطاليا، والتي أصيب فيه ما يقرب من مليوني شخص بتلك المتلازمة، بالإضافة لظهورها في بعض الدول العربية التي انتهجت نفس الإجراءات الوقائية لمحاربة كورونا.
و كان الظهور الأول لمسمى متلازمة الكوخ عندما تم استخدامها في فيلم The Gold Rush للمثل الكوميدي الإنجليزي الجنسية تشارلي تشالبن، وكذلك عندما تم استخدمها الروائي والكاتب والفيلسوف الروسي فيودور دوستويفسكي، في روايته الجريمة والعقاب عام 1866 ميلادية.
مليوني إصابة بـ متلازمة الكوخ في إيطاليا
حيث ذهبت الجمعية الإيطالية للطب النفسي، أن بعض المواطنين في إيطاليا قد أصيبوا بمتلازمة الكوخ، وذلك نتيجة للإجراءات الاستثنائية التي فرضتها الحكومة الإيطالية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وفرض الإغلاق العام والقيود على حركة المواطنين، مما أدى إلى إحجامهم وعدم رغبتهم في العودة مرة أخرى للحياة والانخراط في المجتمع
من جانبهم فقد ذهب بعض الكتاب في المملكة العربية السعودية – وفقاً للتقرير الذي نشرته جريدة عكاظ – أن بعض المواطنين السعودين قد أصيبوا بمتلازمة الكوخ نتيجة للإغلاق العام الذي فرضته السلطات بالمملكة، والذي استمر لثلاثة أشهر لمواجهة فيروس كورونا، لافتين أن هناك فئة من الناس يرفضون الخروج والعودة والانخراط في المجتمع مرة أخرى.
وعلى النقيض، فقد رفض أطباء نفس بالمملكة العربية السعودية بتشخيص حالة المجتمع السعودي برفضهم وإحجامهم للعودة والانخراط في الحياة اليومية وممارسة أعمالهم وهوايتهم كما كانوا يعتادونها قبل جائحة كورنا بمتلازمة الكوخ، مؤكدين أن حالة القلق النفسي التي انتابت البعض ستشهد تراجعاً خلال الـ 3 أشهر القادمة.
من جانبه، فقد أكد أستاذ الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي، أن الدراسات النفسية أوضحت أن إجراءات العزل أو السجن أو العلاج الإجباري أو غيرها من الأساليب العلاجية التي تُبقي على الفرد منعزلاً من ثلاثة إلى ستة أشهر قد تتسبب في “الرهاب” والخوف من الخروج للمجتمع مرة أخرى، لافتاً أن ثلاثة أشهر هي أقل من معدل الدراسات للأصابة بذلك المرض النفسي، مؤكداً أن تلك الحالة ستزول خلال ثلاثة أشهر مع عودة الحياة لطبيعتها بعد إجراءات كورونا.
من جانبها فقد أكدت ريهام الغامدي، الاستشارية الاجتماعية، أنه يجب العمل على توعية المواطنين خلال الفترة القادمة بضرورة الخروج وممارسة الحياة الطبيعية والانخراط في المجتمع مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، حتى لا يُصاب المجتمع بالأمراض النفسية مثل متلازمة الكوخ.