أصبح الوصول لعلاج لفيروس كورونا هو الأمل المنتظر للعالم أجمع، و محط بحث كل العلماء، و مجال تنافس كل شركات الدواء أيضًا.
و الآن تطل علينا شركة جيلياد Gilead العالمية بأمل جديد، و عقار مبشر آخر، و هو عقار ريمديسيفير. الذي ابتكرته شركة جيلياد Gilead منذ ما يقارب العشر سنوات، و أظهر نتائج مبشرة في مواجهة العديد من الفيروسات من خلال التجارب المعملية و التجارب على الحيوانات. و كان أول تجاربه على الإنسان من خلال فيروس إيبولا، و لكن لم يظهر تأثير قوي مقارنة بعقارات أخرى. و لكن الآن ظهر للنور من جديد محاولاً مواجهة هذا الوباء.
هل نصل لنهاية كورونا عن طريق عقار ريمديسيفير؟
و قد أجريت بعض التجارب السريرية على بعض مرضى فيروس كورونا بإستخدام هذا العقار.
و قد صرح Anthony S. Fauci رئيس المعهد القومي للحساسية و الأمراض المعدية بالولايات المتحدة الأمريكية ببعض النتائج الأولية لهذه التجارب و قد جاءت كالتالي:
أظهر عقار ريمديسيفير Remdesivir زيادة في سرعة تعافي المرضى بنسبة 31% مما يعني التعافي في مدة 11 يوم فقط بعد تناول هذا العقار بدلاً من 15 يوم، و يقلل أيضًا من معدل الوفيات من 11% إلى 8% و لكن بدون احصائيات واضحة لهذا الرقم.
و الآن أصبح من الواضح أن عقار ريمديسيفير ليس علاجاً يقضي تماماً على الفيروس، و لكنه و من طريقة عمله يقلل من تضاعف أعداد الفيروس، و بالتالي يمنح فرصة أكبر لمناعة الإنسان للقضاء عليه في فترة أقل، و هو ما توضحه نتائج هذه التجربة.
و لكن لا يمكن الاستهانة به لكونه ليس علاجٍ قاضٍ بنسبة 100%، فهذه الزيادة في سرعة التعافي في حد ذاتها تعتبر بداية مبشرة و حجر اساس في بروتوكول علاجي قوي يضمن عدد ايام رعاية أقل مما يقلل الحمل من على كاهل النظام الطبي، و يسمح له باستيعاب و رعاية عدد أكبر من المصابين المستحقين للرعاية.
و تشير النتائج أيضا إلى أن بروتوكول العلاج لعقار ريمديسيفير هو الحقن الوريدي لمدة من 5 أيام إلى 10 أيام. و قد نشرت شركة جيلياد Gilead نتائج تجربة آخرى قد قامت بها تشير نتائجها إلى أن مدة 5 أيام علاج أظهرت نتائج علاجية مماثلة لمدة علاج 10 أيام، و هذه خطوة اخرى جيدة تتيح لعدد أكبر من المصابين بتلقي العقار.
و من جانبها صرحت منظمة الغذاء و الدواء FDA على لسان متحدثها أنها في حوار مستمر مع الشركة المطورة لضمان توافر الدواء في أقرب وقت في حال أثبتت النتائج فاعليته. و قد صرحت الشركة أنها تتوقع جاهزية 1.5 مليون جرعة بنهاية شهر مايو الجاري و التي تكفي 140.000 مريض.
أما على الصعيد العربي، و المصري بالأخص، فإنه قد أفصحت شركة إيفا فارما Eva pharma بالشراكة مع شركة جيلياد Gilead العالمية لضمان اتاحة العقار في مصر فور التأكد من فاعليته. و قد تم بالفعل أيضًا البدء في تجربة هذا العقار على بعض المصابين في مصر تحت إشراف وزارة الصحة و السكان المصرية.
نأمل جميعا في انتصار البشرية على هذا الوباء، و أن يعم الأمن على أوطاننا العربية.