تخابطت الآراء في الآونة الأخيرة حول مدى إمكانية إصابة المدخنين بفيروس كورونا (كوفيد-19). حيث من المعروف أن التدخين يدمر الجهاز التنفسي تدريجيا ويقلل المناعة من ناحية أخرى، ووفقا لمعطيات مقاومة الفيروس التاجي فأولى الأسلحة أمامه هي المناعة. وبالتالي فالمدخنون هم أول الفئات عرضة للإصابة بجانب أصحاب الأمراض المزمنة، هذا وقد أشارت بعض الدراسات والتي هي السر وراء تلك التخبطات أن هناك علاقة غريبة بين التدخين وكوفيد-19 لم يتم الكشف عن غموضها بعد، ولكن تأتي الأغلبية العظمى بالتصديق على أن المدخنون معرضون للإصابة بشكل أكبر من غير المدخنين بالوباء المتفشي.
تحذير شديد اللهجة للمدخنين من الإصابة بفيروس كورونا
أشار الدكتور أيمن السيد سالم -رئيس قسم أمراض الصدر بطب القصر العيني- في حوار له ببرنامج “صباحك مصري” المذاع على قناة “إم بي سي مصر 2” أن جسم الانسان قادر على التغلب على كوفيد-19 بنسبة 80 % من حالات الإصابة، ولكن المدخن موقفه مختلف من حيث الإصابة بالفيروس التاجي فالدخان يدخل إلى الجهاز التنفسي كله ويصيب كل مكان يسير فيه بهذا الوباء.
وأضاف الدكتور أيمن سالم إلى أن التدخين يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى تضييق الشعب الهوائية الدقيقة في الأساس، وبالتالي يصبح وصول الهواء بها صعبا. وقد أشار إلى أن نسيج الرئة يتأثر ويتزايد بمرور الوقت مع المدخن طويل المدى، وبالتالي فالجهاز التنفسي له مستنزف وفريسة سهلة لفيروس كورونا.
ضعف المدخنين أمام الإصابة بفيروس كورونا
وذكر الدكتور أيمن سالم أنه يوجد خلايا تعرف بالحراس المتجولين لدى كل إنسان والتي تواجه كل غاز أو ميكروب يدخل إلى الجهاز التنفسي، وتلك الخلايا تكون مستنزفة في حالة المدخنين نظرا لاستهلاكها من كثرة الدخان الذي يدخل عليها من حين لآخر. وبالتالي لا يوجد جبهة مناعية لدى رئة المدخن ضد الفيروس التاجي أو حتى البكتيريا العادية.
ومن هنا يدعو جميع الأطباء وأخصائي الصدر بالتحديد خلال الأزمة العالمية لفيروس كورونا، بأن يقلع كل مدخن عن التدخين فورا، ويستغلها فرصة لتركه تماما، لأنه سبب في القضاء على حياته في كل الظروف سواء باجتياح الفيروس أو من دونه. فيجب على المدخنين الإقلاع عن التدخين خلال الفترة الراهنة حفاظا على حياتهم وحياة أسرهم.