صرح فريق من الاقتصاديين من “بنك التسويات الدولية” أنه من الممكن أن يتسبب التغير المناخي في حدوث أزمة مالية عالمية، مستخدمين مصطلح “البجعة الخضراء” لوصف حالة الصدمة العالمية للحياة المالية بسبب الأحداث المرتبطة بالتغيرات المناخية. فقد اقتبسوا هذا المسمى من نظرية “البجعة السوداء” لعالم الاقتصاد نسيم نيكولاس، و الذي أشار فيها إلى الأزمات المالية غير المتوقعة الناجمة عن التقدم التكنولوجى أو الأحداث الإرهابية الكبرى مثل: هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي عام 2001. بيد أن هذا المصطلح يشير إلى أسطورة قديمة وهي أنه لا وجود للبجعات السوداء، ومن ثم أصبح ذلك المصطلح مستخدما في عالم الاقتصاد خصوصا بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008.
تهديدات “البجعة الخضراء”
هذا و من أمثلة كوارث “البجعة الخضراء” (المتعلقة بالتغير المناخي) : حرائق الغابات التى حدثت في أستراليا في يناير الماضى. و علق على ذلك بيريرا دا سيلفا -نائب المدير العام لبنك التسويات الدولية- أن معدل حدوث الكوارث المناخية ازداد مؤخرا و خاصة أعاصير منطقة الكاريبي. الأمر الذي تطلب تغطية مالية ضخمة لمداواة خسائرها مثل: خفض الإنتاج، والارتفاع المفاجئ للأسعار. وأكد اقتصاييو بنك التسويات الدولية أنه في حالة نشوب أية أزمة مالية ستعاني البنوك المركزية وبشدة لإنقاذ الوضع الاقتصادي؛ نظرا لأن تلك الأزمة تتطلب احتياطات مالية ضخمة من البنوك لمواجهة كوارث ” البجعة الخضراء”، وهو ما لا يمتلكونه حاليا.
وتضمن المنتدي الاقتصادى العالمي نقاشات واسعة حول الأوضاع المالية في ظل التغيرات المناخية، والذي أشار فيه كثير من علماء الاقتصاد إلى خطورة الوضع الاقتصادي تحت وطأة البجعة الخضراء، وبرغم ذلك حذر دونالد ترامب – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية- من أرائهم حيث وصفهم بـ “أنبياء الشؤم”، ولم يكن هذا موقف ترامب وحده بل رفض غيره من قادات العالم هذه التحذيرات،الأمر الذي يشكل وضعا مخيفا طبقا لتقرير بنك التسويات الدولى؛ حيث يرى فريق الاقتصاديين أن الأمر يحتاج إلى تكاتف ما بين البنوك و الحكومات و المجتمع الدولي.