في مدينة فوة بكفر الشيخ، وفي ساعة متأخرة من الليل ماتت زوجته وشريكة حياته، وكان الجيران والأهل يقفون بجوار “عم سعيد” ليواسونه في وفاة شريكة عمره، وينتظرون اليوم التالي حتى يجهزون الجثمان ويغلسونه ويودعوه إلى مثواه الأخير في صلاة الظهر.
وكانت الجنازة مقرر لها أن تخرج في صلاة الظهر، وبعد أن تم تغسيل جثمان الزوجة وتكفينة ويستعد الناس للذهاب بالجثة إلى المسجد المجاور، رفض “عم سعيد عوض” صاحب محل الأسماك، أن تخرج زوجته إلا بعد أن يودعها أولاً ويلقي نظرة الوداع عليها.
ووافق الحاضرون واشترطوا عليه أن لا يتأخر، ودخل عم سعيد لوداع جثمان زوجته، وبكى كثيراً، ومرت دقائق فدخل الناس عليه فوجدوه ميتاً بجوار زوجته، وظن الناس أنه أغمي عليه فذهبوا به إلى المستشفى أملاً في إسعافه.
إلا أن الطبيب أكد لهم أنه فارق الحياه بعد توقف تام لقلبه، وهنا ازداد حزن الناس وأجلوا الجنازة حتى صلاة العصر ليخرج جثمان عم سعيد وزوجته في وقت واحد ودفنوهم في قبر واحد وصلوا عليهم صلاة واحدة، وأبى الزوج أن يعيش بدون زوجته، فرحمة الله عليهما ولذويهم الصبر والسلوان.