تركت الأم “صالحة” مسقط رأسها في محافظة أسوان منذ ما يقرب “20 عاماً” وذلك لمرافقة زوجها “حسن” الأب، والذي تم تعينه بسنترال الزمالك، ليستقر بهما الحال في شقة بسيطة بمنطقة امبابة بشارع مراد المتفرع من ميدان الكيت، وبعدما رزقهما الله بالطفلة “نورا” والطفلين “محمد وإسلام” تعاهدا على حسن تربية الأطفال ومواجهة متاعب الحياة سوياً، لكن خلافاتهم الزوجية لم تنقطع وظلت من أسباب ضيق كلاً منهما من الآخر.
كانت “صالحة” دائماً تحلم باليوم الذي ترى فيه ابنتها الكبرى نورا مرتدية للفستان الأبيض،لكن لتزيد الحياة ضغطاً عليها، تفاجأت بحب إبنتها لشاب عاطل ذو أخلاق غير سوية، حاولت الأم لتنصح إبنتها من ترك هذا الشاب والبعد عنه لكنها إستمرت في الإلحاح عليها بأنها تحبه وتريده زوجاً لها، ليتم ذلك مع مرور الأيام ويحدث ما خافت منه صالحة؛ حيث تفاجأت بعودة إبنتها بعد شهر واحد فقط للعيش معهم لعدم قدرتها على إستحمال زوجها لما رأته منه من طباعه وسلوكياته السيئة، فزادت “صالحة” هماً على همومها التي تحملها على أكتافها.
ومنذ عدة أشهر زادت المشاكل والخلافات ما بين “صالحة” وزوجها “حسن” وكانت نتيجتها هو ترك الأم لهذا المنزل واستئجارها لغرفة بمنطقة الجيزة، تاركةً أبنائها دون أن تسال عليهما، ولكنها لم تستطع البعد عنهم أكثر من 40 يوماً، حيث عادت لمنزلها للإعتناء بأولادها. لكن لم تقتصر المشاكل بينها وبين زوجها فقط، بل إمتدت لتزيد إبنتها هموما ومشاكل مع أمها والتي زادت خاصةً بعد طلاقها، فكان هذا الشجار يومياً حتى إعتاد الجيران على سماع أصواتهن العالية والمحاولة منهم على تهدأت الحال بينهن.
نتيجة لسوء الأحوال الجوية الأربعاء الماضي، إلتزم الكثيرون من أهل النطقة ببيوتهم، ليصبح شارع مراد خالياً من المارة تماما، ليصل لمسامع الجميع صرخات وصيحاتوضجيج من منزل السيدة “صالحة” فهرول الجيران إليها وكانت الصاعقة، رؤية إبنها إسلام، الإبن الأصغر لها ملقياً على الأرض قاطعاً الأنفاس، وظلت صالحة متشبثة في مكانها لاتعرف كيف تتصرف.
على الفور نقل الجيران الإبن لصيدلية قريبة منهم، لكن الدكتورة نصحتهم بسرعة الذهاب لأقرب مستشفى لإنقاذه، وعلى الفور إصطحب أحدهم الإبن والسيده صالحة لمستشفى الموظفين،وكانت المصيبة هو إخبار طبيب الإستقبال لهما بأن الطفل مات منذ ساعة،بعدها إنطلقت صيحات وصرخات الأم المسكينة
“أنا اللي قتلته، كنت بضربه عشان مش بيذاكر ومش عايز يروح الإمتحان”.
لتنزل هذه الكلمات على الجميع كالثلج حيث أصيبوا بالذهول، حتى طلب أحدهم أن تهدأ ولكنها إستمرت بالصراخ وقالت أيضاً، بأنها قامت بخنقه دون أن تشعر، وأنها تُفضل الذهاب للسجن من هذه العيشة البغيضة.
وعلى الفور أبلغ فرد الأمن الموجود بالمستشفى الشرطة، وعلى الفور ذهب العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال الجيزة، ورئيس مباحث إمبابة المقدم محمد ربيع إلى محل البلاغ، حيث استمعوا لأقوال الأم والتي اعترفت بفعلتها قائلة:
“يا بيه تعبت من الحياة ومشاكلها.. مكنش قصدي أقتله ده ضنايا الموضوع كله محصلش 3 دقائق”.
بعد سماع هذه الأقوال ومعاينة التقرير الطبي لحالة المتوفى، إصطحبت قوة من الشرطة ووسط حراسة أمنية مشددة السيدة صالحة لمنزلها لإجراء معاينة تصويرية للحادثة، وتم ذلك وسط أجواء من الصدمة والأسى على أوجه الأهالي، حيث أكد صاحب محل خردوات بالمنطقة، بأن صالحة كانت تحب هذا الإبن حباً شديداً، ليكمل أنها مسكينة حيث رأت الكثير من المتاعب في حياتها، وكانت النهاية هي قتل إبنها المحبوب على يديها !!!!.