«محمد عبدالعزيز»، طالب بالفرقة الثالثة بقسم الاتصالات بكلية الهندسة بشبرا الخيمة، حرم نفسه من أشياء كثيرة ليدخر مبلغ يستطيع به تحقيق حلم حياته باقتناء «لاب توب»، بالفعل وصل المبلغ المدخر إلى حد معقول يحقق له رغبته البسيطة، وخلال بحثه على الانترنت وبالتحديد على موقع أولكس، وجد ضالته، بمواصفات معقولة وفي حدود إمكانياته .
اتصل «محمد» بالمعلن، واتفق معه على مبلغ الشراء، ومكان وزمان التسليم، ذهب إليه طائرًا من الفرحة، تسبقه أحلامه باقتناء «لاب توب» بالمبلغ الذي ظل يدخره لوقت طويل، وعند وصوله للمكان، تفاجأ بعاطلين يوجهان له طعنات نافذة في صدره، بهدف الاستيلاء على مبلغه البسيط، ويقع وسط بركة من الدماء، لينتهي حلمه بمأساة، ليلقى ربه يقدم يطالبه بالقصاص له من هؤلاء المجرمين، الذين يفتقدون إلى أدنى صفات الإنسانية، ونزعت الرحمة من قلوبهم .
كان «محمد» طالبًا متفوقًا على قدر كبير من الأخلاق العالية والتدين، يتسم بالهدوء ولا يؤذي أحد بالقول أو الفعل، كانت هوايته المفضلة تصوير الفيديوهات ونشرها على قناته على اليوتيوب، ودخل العديد من المسابقات كان أخرها في موقع نفهم، وفاز بكاميرا، وكان يقول دائمًا لزملائه، لما أشتري لاب توب هكون كويس .
«محمد» من عائلة متوسطة الحال، فوالده يعمل موظفا بالبريد ووالدته ربة منزل، لديه أخت واحدة في السنة النهائية بالجامعة، محبوبًا من جميع أصدقاءه وزملاءه ومعارفه وجيرانه، يقول عنه صديقه «حازم»، أنه صديق عمره في جميع مراحل الدراسة، وكانا لا يفترقان، حيث كان الفقيد يساعده في دراسته، وكان حلمه منذ عامين اقتناء «لاب توب»، إلا أن ظروفه الماليه لم تلبي طلبه، فبدأ يحرم نفسه من العديد من المتطلبات لشراء اللاب توب ويوم الواقعة هاتفه ليساله عن مكان وجود «شيراتون» إلا أنه علم في اليوم التالي بالواقعة .