كشف مؤخرا وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي المصيلحي، عن خطة لزيادة ثمن رغيف الخبز البلدي إلى 55 قرشا، مقابل إلغاء الدعم العيني ومبادلته بصرف 75 جنيها، دعما نقديا لكل مواطن في بداية كل شهر.
هذا الإعلان لوزير الداخلية أثار موجة من الغضب في الأوساط الشعبية في المجتمع المصري، وكذلك في الأوساط الاقتصادية التي وصفت المقترح بالمخيف للغاية وأن الحكومة تجري في فلك بعيدا عن المواطن.
ما هي محاذير الاقتراح؟
تناول خبراء وأكاديميون مقترح وزارة التموين بإلغاء منظومة الدعم عن الخبز منتقدين ومحذرين بذات الوقت، فقالت أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس، يمن الحماقي: إن “رفع مقترح حكومي إلى الجهات العليا بإلغاء الدعم العيني، وإحلاله بالدعم النقدي هو أمر مخيف للغاية، محذرة من تطبيقه خلال الفترة الحالية في ظل غلاء المعيشة بالبلاد”.
وأضافت الحماقي في تصريحات صحفية: أن “وزارة التموين عليها ترتيب الأولويات قبل النظر في رفع الدعم عبر تنقية المنظومة الحالية من غير المستحقين، إلى جانب تقسيم المواطنين إلى طبقات اقتصادية، وكذلك العمل على محاربة الفساد داخل المنظومة بداية من الموزعين وحتى أصحاب المخابز”.
وأشارت الحماقي إلى أن تحويل منظومة الدعم للخبز بتلك الطريقة يثير مخاوف، ويستوجب إعادة التفكير فيه بسبب أن هناك طبقات إجتماعية كاملة من ملايين الأسر تعيش على دعم خبز .
من جهته وضمن ذات السياق يرى النائب في البرلمان، سيد مصطفى، أن الحكومة تجري في فلك بعيد عن المواطنين وتفكر دائما بزيادات دون التفكير بالاوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد، وقال: إن “طرح هذا الأمر في البرلمان سيلقى معارضة شديدة من النواب”، وشدد على أن : “تطبيقه يحتاج إلى ضوابط ودراسات، وليس أرقامًا تقديرية من الوزراء والمسؤولين”.
ما هو البديل لإلغاء الدعم العيني للخبز؟
مقترح وزارة التموين والتجارة الداخلية، هناك من يؤيده ويرى أن قرار تبديل الدعم العيني بالنقدي قرار مميز، فقال عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب مدحت الشريف: أن “فكرة تحويل الدعم على الخبز من عيني إلى نقدي هو قرار مميز؛ لأنه يقضي على الفساد، ويساعد على وصول الدعم لمستحقيه”، واضاف في تصريحات صحفية قائلا: إن “تطبيق المنظومة الجديدة سيحتاج إلى توفر عاملين مهمين هما: إعداد قاعدة بيانات جديدة للمواطنين والمستحقين، وإعادة تنقية المنظومة الحالية من غير المستحقين”.
جدير بالذكر، أن الحكومة وفقا للبيان المالي الأخير تقدم دعما يبلغ لكل رغيف نحو 43 قرشا من قيمة إنتاجه التي تبلغ 48 قرشا، حيث المواطن لا يتحمل منها سوى 5 قروش فقط، وكانت الحكومة قد قررت منذ بداية عام 2014 صرف 150 رغيف شهريا من الخبز المدعم لكل مواطن بواقع 5 أرغفة كل يوم.