تلقى العالم العربي صدمة كبيرة بعد سماع تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف أمام العالم بأن القدس عاصمة لإسرائيل، تصريح يحمل الكثير من العداء للعالم العربي، وينسف قرارات مجلس الأمن، ويزيد من جراح الشعب الفلسطيني، ويعقد القضية الفلسطينية .
أمريكا ظهرت أمام العالم بأنها لا تريد دفع عملية السلام إلى الأمام، وأظهرت وجهها الحقيقي وأكدت للعالم وقوفها الدائم خلف اللوبي اليهودي، وإعطاء اليهود وعداً جديداً يسمى “وعد ترامب 2017 ” بعد “وعد بلفور 1917 “، قرن من الزمان ما بين الوعدين وقرون قادمة من التعصب والرجعية والقتل، والعرب تائهون يبحثون عن الاستقرار والسلام من رحم الخطيئة .
ذهبنا جميعا لنحارب أمريكا بأسلحة الموبايل والكمبيوتر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرنا جميعا الزي الملكي ولبسنا زي الحرب بتغيير صور البروفايل، لنبدأ الحرب الكلامية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لنشتم ونشجب ونستنكر من خلال التكنولوجيا الأمريكية، ونحارب القرارات الأمريكية بالأسلحة الأمريكية .
وصل وطننا العربي إلى مرحلة مزرية من الضعف والهوان، واصبحنا عبئاً على انفسنا قبل أن نكون عبئاً على الغير ، شعوب العالم العربي تبحث عن الأمن والاستقرار وحكام العالم العربي يبحثون عن جنى الثروات، على حساب الكرامة والتقدم والرقى، الواقع المتردي يؤكد أن هناك فجوة كبيرة بين الحكام العرب وشعوبهم.
القضية الفلسطينية أو غيرها من قضايا الوطن العربي لن تحل بتغيير صورة البروفايل، أو إرسال برقيات الإدانة والاستنكار، فالحل يكمن في الاتحاد وان يعمل حكام العالم العربي بهدف وفكر وقلب واحد لتحقيق حلم القومية العربية، تعلمنا في مدارسنا منذ الصغر بأن في الاتحاد قوة ولما كبرنا وجدنا أن الفرقة والتعصب هي السائدة في مجتمعاتنا، لتبقى النظريات في الكتب والقتل والتدمير هو المسيطر والمطبق في واقعنا الحالي .