ندد الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشان اعترافه بيهودية القدس وجعلها عاصمة لإسرائيل دولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأضاف إن قرار “ترامب” هذا يعد بمثابة إجحاف وإنكار لحق الشعب الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، فالقدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأن ما فعله “ترامب” يعتبر تجاهل لمشاعر وحقوق اكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، تتعلق قلوبهم بمسرى النبي الشريف، وتجاهل ملايين من المسيحيين العرب، الذين تهفو أفئدتهم بكنائس وأديرة القدس.
وطالب شيخ الأزهر جميع العقلاء والمنصفين في العالم، أن تكون قضية القدس المحتلة بهويتها وطابعها الفلسطيني والعربي قضيتهم، وذلك حتى لا يفقد الفلسطينيون وملايين العرب والمسلمين، الثقة التي تبقت لديهم تجاه جدوى وفاعلية مؤسسات المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية، بالإضافة إن ما أعلنته أمريكا يعد مادة جيدة وفعالة لجماعات الإرهاب والتطرف، لتشعل حروب الفتنة والكراهية والعنف التي تريد إشعالها في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم كله.
كما أوضح إن ما نشهده اليوم في عالمنا العربي والإسلامي من ظلم وحروب ومشاكل لا يجب أن نقابله السكوت والضعف والتسليم بالأمر الواقع، ولكن يجب أن يكون ما نعانيه اليوم دافع لنا للتحرك المجدي حتى نمنع تنفيذ هذا القرار الظالم وغير المقبول، وأنه من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي وجميع منظماته وتتولى زمام الأمور وتقف ضد هذا القرار وتبطل شرعيته وتضمن حق الشعب الفلسطيني في أرضه وفي عاصمته القدس.
وقام الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بدعوة هيئة كبار العلماء بالأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لعقد اجتماع طارئ من أجل بحث تداعيات هذه المسألة، وأعلن عن قيامه بعقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس، يشارك فيه كبار العلماء من مختلف دول العالم الإسلامي وأيضًا رجال الدين المسيحي، بالإضافة للمؤسسات الدولية والإقليمية المعنية بالأمر، حتى يتم اتخاذ خطوات وقرارات فعالة وعملية تخدم الصمود الفلسطيني، وتبطل أي شرعية لقرار “ترامب”.
وأخيرًا دعا فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كل أئمة المساجد حول العالم، بأن نوحد خطبة الجمعة غدًا، وتكون عن القدس الشريف وهويته العربية ومناصرته ودعم الصمود الفلسطيني وتكون بمثابة دعوة لرفض أي تغيير أو تشويه لهويته العربية، ومن أجل ذلك فقد أصدر قرارًا بأن تكون خطبة جمعة الغد في مصر حول هذا الأمر.