نسعى جميعاً بأن نعيش حياة هادئة سعيدة متجددة بعيدة عن الروتين الممل، والروتين هو غياب التجديد في حياتك سواء العملية أو الشخصية، حيث نعتاد على فعل نفس الأشياء والعادات كل يوم بشكل يمنحنا الشعور بالملل والاكتئاب وأحيانًا الإحساس بعدم وجود فائدة من وجودنا بالحياة.
وبعد عطلة أسبوعية مريحة بعيدًا عن ضغوطات العمل نشعر دائما بالملل الشديد عند العودة لبداية أسبوع عمل جديد، فنعود مرة أخرى لنفس الدائرة المغلقة نفس الأشخاص، نفس الطريق، نفس المهام الوظيفية، نفس الملابس، نفس الوجبات المشابهة، نفس روتين الحياة الثابت المتكرر.
ولهذا سنسطر لكم من خلال الفقرات التالية بعض الخطوات التي تساعدك على التخلص من الشعور بتلك الملل والتي تقوم محورها حول تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والحياة العملية.
وضع خطة أسبوعية وترتيبها حسب الأولويات
لتبدأ أسبوع عمل جديد شيق فإن وضع خطة مرتبة لأسبوعك تشمل جميع المهام المستهدفة خلاله هي من أهم الخطوات التي ينتج عنها كسر الروتين وتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات.
وهي تسمى بقائمة المهام المراد تنفيذها أو بـ الإنجليزية “To Do List”، هي عبارة عن قائمة تحتوي على جميع ما تود انجازه خلال الأسبوع، ومرتبة من الأكثر أهمية إلى الأقل أي حسب الأولويات.
دعها قريبة منك دائما وتمتع بإنجاز أهدافك المدونة بها، وكلما انتهيت من شئ فقط ضع أمامه علامة صح، أو اكتب “لقد أنجزتها “، وبذلك تشعر بأنك شخص عنده أهداف مرتبة خلال الأسبوع يسعى لتحقيقها، وتشعر بالفرح كلما تنتهي من إنجاز أحد أهدافك بل وتتحمس أكثر للبدء في تحقيق هدف آخر.
وضع مكافأة لنفسك
حدد مكافأة معينة لنفسك في حال انتهائك من تحقيق جميع المهام التي خططت لها في بداية الأسبوع، لتكون بمثابة حافز لك تسعى للحصول عليه في نهاية الأسبوع.
وفي حال تحقيق جزء فقط من الأهداف المطلوب تحقيقها، فلا تقسو على نفسك و يمكنك مكافأة نفسك بشئ أقل أو أبسط، واعلم أنه يجب عليك تبسيط خطتك للأسبوع القادم حتى تتوافق مع قدراتك والوقت المتاح لديك.
تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية
لتحقيق هذا التوازن عليك أن تعطي كل شئ حقه فلا تٌؤثر جانب على الآخر، حتى لا يتراجع مستوى حياتك في إحداهما وتبدأ في فقدان السيطرة على زمام الأمور، وبالتالي ينتفي التوازن وترجح كفة على الأخرى، وهذا بالطبع سيؤثر عليك سلباً، و سيملأك بالطاقة السلبية التي تزيد الشعور بالملل وفقدان الرغبة في فعل أي شيء.
التمتع بقسط كاف من الراحة خلال عطلة نهاية الأسبوع
إن كثرة العمل والمجهود الكبير المبذول خلال الأسبوع يؤدي إلى الإرهاق الجسدي والذهني وفقد التركيز، لذلك عليك أن تستغل عطلة نهاية الأسبوع في أخذ قسط كاف من الراحة بعيداً عن متاعب العمل أو التفكير به، وكأنك تشحن طاقتك من جديد سواء العاطفية، الاجتماعية، الجسدية، والعقلية.
العمل بمفهوم “كايزن”
وهي فلسفة يابانية من ابتكار تاييشي أوهونو، وقد ساعدت كثيرًا من تحسين أحوال اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وهي مكونة من كلمتين كاي “Kai” وتعني التغيير، وزن “zen” وتعني للأفضل، أي التغيير للأفضل أو بمعنى آخر التحسين المستمر.
وتقوم تلك النظرية على إحداث تغيير أو تطوير بسيط سواء في حياتك العملية أو الشخصية، ولكن عليك الاستمرار عليه لفترة معينة، وبعدها قم بعمل تحسين بسيط آخر و استمر عليه لفترة أخرى وهكذا.
وقد أثبتت تلك النظرية نجاحًا وحققت نتيجة رائعة وكانت أفضل بكثير من إحداث تغيير كبير أو جذري فجأة في حياة الشخص.