بعد أن التزمت الفرقة الموسيقية اللبنانية “مشروع ليلى” الصمت تجاه ما حدث في حفلتها الأخيرة في مصر، من رفع أعلام وشعارات تروج لـ”المثلية الجنسية”، أصدرت بيان باللغتين العربية والإنجليزية للرد على الأمر.
فسرت الفرقة في البيان الصادر على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، سبب صمتها في الفترة الأخيرة بأنه جاء بعد التشاور مع عدد من النشطاء المصريين ومنظمات حقوق الإنسان، منعًا لرد فعل تصعيدي من الحكومة والأمن المصري.
وأدانت فرقة “مشروع ليلى” تعامل الأمن مع الشباب الذين رفعوا علم المثليين، لأن فعلهم هذا تم بالتراضي بين بالغين متوافقين فيمَ بينهما.
واستنكر البيان تعامل الصحافة المصرية مع الأمر، واصفين ما صدر عنها بالأكاذيب التحريضية التي نشرتها، مدنين خطاب الكراهية والأكاذيب الصادرة عن الحكومة والإعلام.
نص البيان:-
لا يمكننا أن نصف كم الحزن والإحباط الذي نشعر به إزاء هيمنة الطغيان الرجعي مرّة جديدة على أقرب البلدان والجماهير إلى قلوبنا. يستحيل فصل حالة القمع القائمة حالياً عن حالة الخوف والترهيب والانتهاك التي يتعرض لها المصريين والمصريّات بشكل يومي بغض النظر عن ميولهم/ن وهويّاتهم/ـهن الجنسيّة.
ندين تجريم أي أفعال تحصل بالتراضي بين بالغين متوافقين فيمَ بينهما.
من المؤلم تصوّر أن كل هذه الفظائع نتجت عن تلويح بعض الشبّان بقطعة قماش ترمز للحب.
شهدنا ولا نزل كمّ مرعب من خطاب الكراهية والأكاذيب التي أنتجتها الصحافة وساهمت في نشرها، ونؤكّد على ضرورة أن تعي الصحافة المصرية على المأساة التي ولدتها وأن تتحمل المسؤولية وتتراجع عن الأكاذيب التحريضية التي نشرتها على مدى الأيام العشرة الأخيرة
ندين بشدّة خطاب الكراهية والأكاذيب الصادرة عن الحكومة والإعلام على حدّ سواء.ندين أيضاً اللامبالاة التي شهدناها من قبل بعض المنظّمات. تقوم الدولة حالياً بتعريض أجساد الأطفال لانتهاكات. هذا ليس وقت الصمت. كما أنه ليس وقت مناقشة سياسات الهوية بشكل استعلائي. الصمت هو تأييد وتواطء مع ما يحصل.
ندعو كل منتجي الثقافة، والنشطاء، والموسيقيين/ات، خارج وداخل مصر، إلى التعبير والتصريح عن تضامنهم مع المجتمع المصري في ظل هذه المرحلة الصعبة. المسألة أشد خطورة من أن نتجاهلها.
نحن بحاجة إلى إنتاج حركة تضامن دولية عازمة على الضغط على النظام المصري لوقف مطاراداته وملاحقاته، ومطالبته بالإفراج الفوري عن كل الموقوفين والموقوفات.كما نذكّر الدولة المصرية وجهاز الأمن المصري بأنهم طرف في “المعاهدة الدوليّة للحقوق السياسية والمدنية”، وبأن اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب تصنف الفحوصات الشرجية القسرية كنوع من أنواع التعذيب.
نكرّر بأن دعمنا للشعب المصري هو ثابت وغير مشروط في هذه المرحلة الصعبة كما دائماً. نحن نأسف بأن الحكومة المصرية قد استخدمت عمل الفرقة لتبرير حملة جديدة من حملاتها الشرسة على الشعب.
إن حقوق الإنسان ليست امتيازات تمنح وتؤخذ. حقوق الإنسان هي حقوق ثابتة، لامشروطة
نعتذر لداعمينا وداعماتنا على تحملهم/ـهنّ القسري لهجوم جديد عليهم/ـهنّ.
وتجدر الإشارة إلى الرأي العام المصري شهد حالة من الجدل خلال العشرة أيام الماضية، بعد أن رُفع علم المثليين في احتفال لفرقة “مشروع ليلى” بالتجمع الخامس، واستنكر هذا الفعل عدد كبير من الشخصيات العامة، وألقت أجهزة الأمن القبض عليهم بتهمة الانضمام لجماعة تم تأسيسها على خلاف القانون والدستور المصري، والترويج لأفكار شاذة.