في مدينة فينا يوم 12 ابريل عام 1977 جلس العالم النمساوي «هانس لوكشن» مع ضباط المباحث الجنائية داخل ستديو مغلق ومجهز الكترونيا ليستمعوا إلي أرواح قتلي يبلغونهم عن من قتلهم ، فقد أجاب القتيل «غونثر بار»، داخل ستديو الأصوات أن زوجته هي التي طعنته بالسكين وفي اليوم التالي أعلنت الشرطة اعتراف «رومانابازا »، زوجة القتيل بجريمتها.
أما في مصر فقد قام المؤلف الشهير عمرو محمود ياسين بعد أن فقد صديقه المستشار محمود وجيه الاستعانة بجهاز مماثل بجهاز الاتصال بالموتى الذي مات فجأة في ملعب كرة القدم ليستمع إلي ما سيقوله له رفيق عمره لو اتيحت لهم فرصة التواصل، وكتبها في إحدي حلقات مسلسله (نصيبي وقسمتك- بعيش فيك)، وقد لاحقت عدوي تجربتة «شيماء» الزوجة الاسكندرانية فطلبت منه مساعدتها في تحضير روح زوجها لكي تعرف سبب وفاته، هؤلاء أحياء يستمعون إلي موتاهم ويتحدثون إليهم من خلال جهاز حديث يتيح الاتصال بالموتي انتشر في بعض دول الغرب ، ولاقي رواجا بين الأوساط الراقية في مصر .
قصة الجهاز تعود إلي الخمسينيات عندما أعادت منظمة أمريكية إحياء نظرية قديمة لأينشتين باسم «التواصل مع الموتي» وأطلقت عليها ظاهرة «الصوت الإلكتروني »، التي أكدت أن الأموات يستطيعون التواصل مع الأحياء بترك أصواتهم علي أجهزة التسجيل عندما صمم العالمان فون سيلازي وريموند بايلز كابينة مغلقة مكونة من جهاز تسجيل بسيط وسماعات خارجية وميكروفون ليعلنوا عن نجاح أول تجربة .
وفي 1959 اكتشف فريدرتش يوكارسون صوت روح رجل نرويجي يتحدث إليه من داخل الجهاز وهو يستمع لشريط فيلمه التسجيلي عن أصوات الطيور، وفي 1982 اخترع العالم ويليام أونيل جهاز اسمه «cedil»، «لاقط الأرواح» وأنشأت المواطنة الأمريكية سارة الرابطة الأمريكية لظاهرة الأصوات الإلكترونية ، وفي مارس 2003 صمم الباحث أليكسندر ماكريه جهاز(ألفا) الذي طوره علماء اخرون واخترعوا جهاز «EVP» .
وتجارب هانس لوكشن 58 عاما المختص بدراسة الصوتيات أعطت مصداقية وجدية للجهاز، فهو لديه يقين أن استخدام الوسائل التقنية بمقدورها التقاط أصوات من العالم الآخر وجعلها مسموعة، وقدم إثباتا علميا لتجاربه في 1977 عندما كشف عن الجاني في جريمة قتل الموظف جونثر بار بعدما وجه إليه سؤال: «هل تعرف من قاتلك» وكان الجواب المسجل لقد كانت هي «…»، وبعدما كشف الحقيقة عن جرائم أخري وأهدي أبحاثه واختباراته إلي معهد أبحاث الجرائم بالنمسا، واهتمت الشرطة والمباحث الجنائية بالتجارب وبحضور الجلسات فقام بعدها بعمل أرشيف كامل لأبحاثه تحت تصرف المحامي الدكتور هرمان هينج تحت عنوان (أجوبة من العالم الآخر).
وكان لابد أن نعرف هل يري رجال الدين هذا الاختراع جريمة علمية أم أنه يوجد في علوم الدين ما يفسر لنا علم الأرواح وحقيقة حياة البرزخ التي يتصل فيها الأموات بالبشر والجن الكافر الذي يساعد هؤلاء المخترعين في اتصالاتهم بالموتي وهل يوجد اتصال بالقرين بعد موت الشخص ولأن الظاهرة انتشرت في الأوساط الراقية في مصر .
وبسؤال الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أكد أن هذا أمر مستحيل، مستعينا بالاية (إنك لا تسمع الموتي)، فالموتي ضاعت منهم عوامل الإدراك والكلام والسمع والبصر وكل ما يترتب علي ذلك ينتهي بمجرد صعود الروح لخالقها .
وهنا لقاء مسجل مع الباحث السويدي فريدريك يورغنسن في آواخر حياته يحدث فيه عن بعض تسجيلاته
الشيطان يعدكم الفقر وأسوأ فقر هو الجهل والفكر الامبيريقي العدمي الأصوات التي سمعها تسلا هي من الجن يريدون ان يشوه العلماء بالخرافات الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الميت هو المنام فقط نعمان رباع