لا احد ينكر فضل ثورة 25 يناير على مصر فالحراك الشعبي والتغيير الموجود حاليا على الساحة المصرية وتداول السلطة جاء بفضل تلك الثورة التي كسرت حاجز الخوف عند الكثير، وحطمت قيود الذل ورفعت الهامات عالية، ولكن بعد انتهاء الثورة هناك من قفز على السلطة وحول مسار أهدافها إلى طريق خاطئ وكبل باليأس طريقها، وسرق منها أحلامها، فالعيب ليس في ثورة 25 يناير ولكن فيمن استثمرها لتحقيق مصالح شخصية ضيقة على حساب المصالح العامة لجميع أفراد الشعب وهى العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .
إذا تطرقنا إلى الصحف القومية نجد كثير من رؤساء تحريرها يسيئون إلى 25 يناير ويتهمون مؤيديها بالخيانة والعمالة، لان الثورة قضت على أحلامهم الشخصية خلال فترة حكم مبارك فجاءت الثورة لتعجل بنهايتهم .
الأستاذ خالد إمام رئيس تحرير المساء سابقا في اغلب مقالاته في جريدة المساء العريقة يكتب دائما إساءات لجيل 25 يناير وللثورة ويصفها دائما “25 زفت” وأخر مقالاته بتاريخ 16 يوليو 2017 ذكر فيها هذا الوصف المتجني على الثورة وأفرادها فالكثير يتعامل مع 25 يناير على أنها سقطة في تاريخ مصر .
30 يونيو جاءت من رحم 25 يناير وهما ثورتين نفخر بهم كمصريين الأولى كسرت حاجز الخوف والثانية حدثت لتصحيح المسار ورجوع الوطن إلى حضن أبنائه.
الرئيس السيسى يشيد دائما بدور كلا الثورتين ويعرف قدر التحديات والصعاب التي تواجه مصر، ونجد على النقيض من يبحث عن مكاسب زائلة بوصف ثورة قضت على أحلامه المهنية بألفاظ غير لائقة في جريدة قومية ويبتعد عن المشاكل الحقيقية التي تواجه الوطن ويدخل في خلافات عقيمة تبتعد كل البعد عن المهنية .
إذا أردنا التقدم في بلدنا فعلى الكل دور يجب أن يؤديه على أكمل وجه، ولنبتعد للحظات عن سياسة التخوين ونستنشق هواءَ نقيا لتصحيح المسار والبحث عن حلول لمواجهة الصعاب ونبذ الخلافات الفكرية وعدم نشر الأفكار الهدامة التي تضر المجتمع أكثر مما تفيده، ودائما نضع نصب أعيننا أن ” الاختلاف في الرأي ليس خلاف على حب الوطن ” الاختلاف يصب دائما في إناء إثراء الأفكار، فيجب علينا أن نأخذ من الاختلاف الجانب الإيجابي ونبتعد عن الجانب السلبي لمصلحة بلدنا الغالية مصر.