الموت الرحيم، أو هو إنهاء حياة شخص مصاب بمرض عضال والموت حتمي فيه، وذلك رحمة بهذا الشخص وإراحته من عذاب وألم من مرض لا شفاء منه، وهو ما حدث للطفل ” شارلي جارد” الطفل البريطاني الرضيع ابن الـ 11 شهرا فقط، الذي قضت محكمة بريطانية بالموت على الطفل بسبب انه مصاب بمرض جيني نادر، مما يُضطر لبقائه في المشفى دائما ليعيش من خلال أجهوة التنفس الصناعي والانعاش، بحيث لو فُصلت عنه يموت على الفور.
بقي الطفل شارلي على هذا النحو لمدة عشرة أشهر، وكان قد أجمع الأطباء على أن موته محتم في نهاية هذه المدة، وقرروا أن الحل الأفضل للطفل بالموت الرحيم، أي فصل أجهزة التنفس الاصطناعي والانعاش، في سبيل إنهاء معاناة الطفل.
غير أن طبيبا أمريكيا متواجد في بريطانيا، أبدى تعاطفاً مع حالة الطفل شارلي وأكد على وجود علاج لمرض الطفل ولكنه يتطلب مصاريف طائلة، الأمر الذي دعا ذوي الطفل لنشر قصة وحالة ابنهم الطفل شارلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
استطاعت والدة شارلي أن تجمع تبرعات بنحو 1.5 مليون دولار امريكي، من خلال حملة قامت بها عبر الانترنت، أنفقتها على علاجه التجريبي، ولكن للأسف لم تحقق المعالجة أي نتيجة أو تحسن في حالة الطفل.
مما اضطّر الاطباء للجوء إلى القضاء للحصول على أمر قضائي من اجل فصل أجهزة التنفس الاصطناعي والانعاش عن الطفل لإنهاء حياته، بسبب فقدان الأمل في علاجه وشفائه من مرضه النادر، وبالمقابل تقدم أهل الطفل للمحكمة الاوروبية بطلب على أمل إطالة الأمد لعله ينبثق أمل بسيط في إمكانية علاجه، فقررت المحكمة تأجيل الأمر أسبوعا آخر.
حازت قصة الطفل شارلي على اهتمام ومتابعة من قبل العديد من رواد التواصل الاجتماعي حول العالم، تعاطفا مع الطفل الذي حُكم عليه بالموت لذنب لم يركتبه، وكان التفاعل مع هذه الحالة على أعلى المستويات العالمية، حيث تدخل بابا الفاتيكان واعلن عن استعداد دولة الفاتيكان لاستقبال الطفل ومعالجته في مشفى خاص.
وكذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى تعاطفا مع الطفل أيضا فقال : ” بلادي سعيدة بمساعدة شارلي”، ومن جهة اخرى استطاعت عائلة الطفل شارلي من جمع نحو 350 ألف توقيع من مواطنين بريطانيين لتقديم التماس للمحكمة على أمل إلغاء حكم الموت على شارلي ومنحه فرصا أخرى، وإلى هذا الوقت لم يصدر عن المحكمة أي رد.