التقط الخبراء السياسيون الكلمة، التي أعلن بها الرئيس الأمريكي” دونالد ترامب “عن أول زيارة خارجية له، تبدأ بزيارة السعودية كما لم يفعل أي رئيس أمريكي من قبل، ليرسموا عن طريق تلك الكلمة ملامح جديدة وتوازنات تلوح في أفق منطقة الشرق الأوسط، ويرى محللون أن الزيارة التي يبدأها ترامب للمملكة العربية السعودية في 23 مايو الجاري، ما هي إلا «صفقة» أحكم خيوطها “ترامب” بمنطق رجل الأعمال، لتكون جماعة الأخوان أحد أهم الخاسرين في هذه الصفقة، ليخرجوا منها بـ “صفعة”.
وكانت أولى الإشارات الرسمية، والتي ترجح كتابة شهادة وفاة جماعة الإخوان خلال الزيارة المرتقبة لـ “ترامب” للسعودية، هي تأكيد”هربرت ريموند ماكماستر” مستشار الأمن القومي الأمريكي أن “ترامب” سيطالب خلال تلك الزيارة باتخاذ موقف قوى ضد “الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة”، والتي تتمثل في داعش والقاعدة وجماعة الإخوان، حيث يرى ترامب، لمواجهة إيران، ضرورة طي صفحة التنظيم الدولى للإخوان، وذلك من خلال إبعاد التنظيم عن أبويه الروحيين تركيا وقطر.
حيث وجه “ترامب” صفعة قوية للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قبيل زيارته المرتقبة لواشنطن في 16 و17 مايو الجاري، لتبدأ صفقة ترويضه وتجهيزه للموافقة على التخلي عن جماعة الأخوان، وذلك بالإعلان عن قرار الولايات المتحدة بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقرى لقوات سوريا الديمقراطية، وتكليفها بمهمة استعادة مدينة الرقة من أيدى الدواعش، خاصة أن الأكراد لا يحظون بحماية الولايات المتحدة فقط، وإنما روسيا أيضا، ما يعنى أن”أردوغان” سيقف وحيدا في مواجهة مشروع إقامة دولة كردية.
وأرجع المحللون السياسيون أن هدف ترامب من ذلك، هو أن يطلب”أردوغان” أثناء زيارته لواشنطن من “ترامب” التراجع عن قراره بتسليح الأكراد، فيُملي ترامب شروطه على”أردوغان” ومن أهم تلك الشروط تخلي تركيا عن دعم جماعة الإخوان، ليقوم أردوغان بإعلان ذلك خلال القمة القادمة بالسعودية، كما يتوجب عليه تنفيذ ما يترتب على ذلك الإعلان من ملاحقات أمنية لقادة تنظيم الأخوان وأيضا ترحيلهم إلى بلدانهم، وبالتالي لن يجد”أردوغان” مفرا من ذلك كى يتخلص من بعبع الأكراد، ومحاولة زعزعة استقرار تركيا.
أما بالنسبة للأب الروحي الآخر “قطر”، فقد توقع المحلل السياسي” جورجيو كافيير”والمتخصص في شئون الخليج، فى تقرير نشرته صحيفة «المونيتور»، أن قطر تعد نفسها لطرد جماعة الإخوان حال إقرار الكونجرس الأمريكى للجماعة بأنها منظمة إرهابية، فقطر حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية،كما تستضيف قطر قاعدة العديد الجوية الأمريكية،بالإضافة إلى مشاركة قطر للولايات المتحدة التجارة بمليارات الدولارات، وبالتالي يُعد الأمر بالنسبة ل”ترامب” أسهل من “تركيا”.
ومما يعزز التكهنات بإنهاء أسطورة التنظيم الدولى للإخوان، تصريحات ولى ولى العهد السعودي الأمير”محمد بن سلمان”، ضد جماعة الإخوان، حيث إتهم الإعلام «الإخوانجي» بمحاولة بث الفتنة بين مصر والمملكة، وما هي إلا إشارة لما تحمله زيارة ترامب المرتقبة من صدمة لجماعة الأخوان، والتي أدرجتها السعودية ضمن المنظمات الإرهابية في 2014.