قامت هناء بالجلوس مع صديقتها “سيدة” لتناول الشاي كل أمام منزلها الملاصق لمنزل الأخرى، حيث إعتادت الصديقتين الجلوس على “مصطبة” كل يوم على مدار 10 سنوات تجسدت فيهما معاني الصداقة بينهما وفقما ذكر أهالي منطقة وسط البلد رعرب حصين في المطرية، لكن تلك الصداقة إنتهت بإختفاء “هناء” وإتهام “سيدة” وزوجها بذبحها وإخفاء جثتها، حتى تمكنت الشرطة من كشف غموض الواقعة.
ففي يوم الإثنين الماضي تمكن رجال الأمن بمساعدة الأهالي على العثول على جثة سيدة في الأربعينات من عمرها تدعى “هناء”، وكانت مذبوحة وموضوعة داخلة مصطبة مصنوعة من الإسمنت، وذلك بعد أن إختفت عن الأنظار يوم السبت الماضي، وعلى إثر ذلك تم إلقاء القبض على “محمد.ع” الذي يعمل سائق توك توك، وهو زوج “سيدة” جارة القتيلة.
سكان المنطقة رحبوا بموقع مصراوي الذي قام بعمل زيارة هناك، وأكدوا خلال حوارهم معه أنهم يريدون كشف الحقيقة شريطة أن يتم ذلك “بدون تصوير”، حيث أشارت “إيمان” جارة القتيلة “هناء”، أن جارتها كانت تجلس يوم السبت الماضي من الساعه 9 مساءاً وحتى 11 مساءاً مع جارة تدعى “أم رضا” يتناولون الشاي ويضحكون، وبعد ذلك فوجئ الجميع بإختفاء هناء وبدأ شقيقها في البحث عنها.
وتضيف “سيدة”، بأنه تم العثور على جثة “هناء” وإكتشفنا بأن صديقتها وزوجها قاما بقتلها بسبب “فلوس الجمعية”، لكننا فوجئنا بعناوين صحفية تدعي بأن الضحية كانت على علاقة غير شرعية بزوج صديقتها، وكل ذلك كذب وإفتراء.
وتقول جارة أخرى وتدعى أم هدى، “دي كانت ست أشرف من الشرف، وإنتوا لازم تكتبوا الحقيقة”، حيث إعتادت تلك السيدة أن تجلس مع القتيلة كل يوم أمام منزلها الملاصق لبيت الأخرى.
سائق التوك توك المتهم يدعى محمد ويبلغ من العمر 30 عاماً، ويقيم مع زوجته “سيدة” في منزل يتكون من ثلاثة طوابق يعيشون فيه برفقة أبنائهم الأربعة، فيما تسكن الضحية “هناء” وزوجها وأبنائهم الثلاثة في المنزل المجاور.
تقول إحدى الجارات أن السهرة المعتادة إنتهت في الساعة الـ 11 مساءاً، وعندما قامت هناء للذهاب إلى منزلها نادتها جارتها سيدة زوجة المتهم وذهبت معها، ولم يتم العثور عليها إلا وهي جثة هامدة، حيث غابت من ذلك التوقيت حتى فجر يوم الإثنين الماضي، في ظل ترقب من الجميع بما فيهم المتهم وزوجته لظهورها.
وتتابع الجارة بأن “سيدة” زوجة المتهم قالت بصوت متقطع لزوج الضحية “قوم شوف مراتك راحت فين دي عليها 3 آلاف جنيه فلوس الجمعية”، لكن الزوج لم يرد عليها وإستمر أهالي المنطقة في البحث عن “هناء”.
جارة خمسينية تشير إلى أن جثة “هناء” تم إكتشافها مصادفةً عندما عادت إبنة المتهم من المدرسة وفتحت باب المنزل فوجدت الدماء متناثرة على أرجاء الشقة، فما كان منها إلا أن صرخت وعادت إلى مدرستها مرة أخرى، أحد الجيران تصادف نزوله من المنزل ففوجئ بالضحية هناء مرتدية إسدالاً كحلي اللون وهي مذبوحة وموضوعة تحت مصطبة أسمنتية.
في حين أكد أحد الجيران لموقع مصراوي بأن جيران الضحية “هناء” بالمطرية قد خططا لقتلها منذ أسبوع تقريباً قائلاً “أنا شفت الرمل والأسمنت والجبس من أسبوع، وكانوا على خلافات مع بعض بسبب فلوس الجمعية، وكمان هناء كانت لابسة حلق وخاتمين مش موجودين”.
عم صلاح الذي يمتلك محلاً صغير بالجوار يقول أن المتهم لم تكن تربطه علاقة آثمة مع هناء كما إدعت بعض الأخبار المتداولة، كما أكد أن تلك السيدة تتمتع بأخلاق حميدة وسمعة طيبة بين أبناء منطقتها، وأن السبب الرئيسي الذي دفع صديقتها وزوجها لقتلها هو “الطمع في فلوسها”.
وقد قامت قوات الشرطة بإغلاق منزل المتهم بقتل “هناء”، فيما قامت زوجته وشريكته في الجريمة بالهروب من المنزل والمنطقة مصطحبةً أطفالها، أما المتهم فقد سافر للعيش مع أهله في المنصورة لكن الشرطة ألقت القبض عليه وإعترف بإرتكاب الجريمة تفصيلياً أمام المستشار محمد الجرف مدير نيابة الحوادث.
وإدعى في إعترافاته أنه كان على علاقة غير شرعية بالضحية “هناء”، وأنه إستقبلها في منزله أثناء عدم تواجد زوجته يوم السبت الماضي، لكنه فوجئ بزوجته التي أتت إلى المنزل فجأة، فقام بضرب الضحية ووضعها تحت السرير خوفاً من إكتشاف زوجته للأمر، وطلب من “سيدة” زوجته أن تقوم بإعداد الطعام له من أجل إلهائها.
ويضيف المتهم أنه عقب ذهابه للمجني عليها وجدها غارقةً في دمائها، فقرر أن يقتلها وخنقها بواسطة إيشارب كانت ترتديه حتى توفيت وقرر إخفاء جثتها داخل مصطبة أسمنت، ومن ثم إفتعل مشاجرة كبيرة مع زوجته وطردها من المنزل إلى منزل أهلها، وقام بإخراج الجثة من أجل “التهوية” في اليوم التالي وذهب لشراء معدات للحفر.
وتشير التحقيقات إلى أن المتهم بعدما عاد لمسرح الجريمة وجد شنطة مدرسة ملقاة على الأرض تخص إبنته، ووجد أيضاً الباب مفتوحاً، فذهب إلى منزل أهل زوجته وروى لهم كل ما حدث ووعدهم بأن يقوم بتسليم نفسه للعدالة، ولدى عودته لمنزله مرة أخرى ألقى ضباط مباحث قسم المطرية القبض عليه، في حين شددت الجارة المقربة للضحية هناء وصديقتها “سيدة”، أن المتهم كذب في التحقيقات حتى يتم حبسه ومعاقبته وحده دون زوجته على الرغم من أنها شريكته في الجريمة.