لا أجد شيئًا يُذيب القلب كما يذوب الثلج من الماء كالسعي وراء هدف ما، أو حلم ما يُجاهِدُ صاحبهُ لتحقيقه. هكذا كان يضاهي جمال تجربة أسماء راشد من تحقيق حلمها ذوبان القلب، ولكن هذه المرة بين شوارع القاهرة، وبالتحديد في منطقة الدقي
حيث تقوم أسماء بتدريب الفتيات على تعلم وقيادة الدراجات الهوائية؛ حيثُ “عجلة بينك”.
كانت المرأة -ولا تزال- في مجتمعاتنا الشرقية غير قادرة على ممارسة بعض الطقوس الحياتية بشكل طبيعي. لتعرضها للمضايقات ومن فرض الآراء عليها تارة، وانصياعها إلى قيود العادات والتقاليد قسرًا تارة أخرى!
فترى الفجوة بين واقع الفتيات وتطلعاتهن تفوق اتساع الأمل، وتلك المُسماة بالأحلام. ليس لأن ما يتطلعن إليه بالشيء المستحيل، وإنما لافتقادهن الممكن وانشغالهن بالوصول إليه!
“ركوب العَجَل” كان لأسماء بمثابة حلم وهي بنت الـ 29 ربيعًا، ليس مجرد ممارسة هواية وتجربة عابرة، أو حتى مشروع ربحي لمّا اتسع النشاط وأصحبت “عجلة بينك” مجالًا لغيرها من الفتيات ممن وددن مشاركتها نفس الحلم.
جاءت بداية الفكرة حين هَمَّت إحدى صديقات أسماء إليها وطلبت منها تعلم قيادة الدراجة. وكانت أسماء تمارس قيادة الدراجات من صغرها، حيث كانت تذهب بها إلى المدرسة وتعود
ولكنها توقفت عن ممارسة النشاط حين انتقلت للعيش إلى القاهرة قادمة من المنوفية في سنٍ مُبَّكِر.
بدأت الحكاية بصديقة، ومن بعدها صديقات الصديقات، ومن ثَمَ ذاع الخبر بين الناس ولقي إقبالًا كبيرًا.
في الحادي عشر من فبراير نظمت “عجلة بينك” أول تجمع لها، والذي ربما كان أيضًا الأول من نوعهِ التي تشهدهُ شوارع القاهرة الخاص بركوب الفتيات المتعلمات القيادة، واللاتي لهن عدد سنين لم يمارسن الرياضة فقط. ولاقى التجمع حضورًا طيبًا، ونجاحًا كبيرًا، وترك الأثر الطيب بين كل من حضرن.
مما دفع “أسماء” -القائمة على إدارة حلمها- إلى الشروع في تنظيم تجمع آخر في الرابع من مارس القادم.
جديرٌ بالذكر أن كل صديقة جديدة تتعلم قيادة الدراجة لديها “رخصة قيادة عجل” مدون عليها الاسم والصورة تُمنَح لهن من قِبَل المنظمين لتشجيع المتدربات، غير مشاركة صور الأعضاء الجُدد على الصفحة الدعائية بموقع فيس بوك؛ والتي تخطى عدد المهتمين بمتابعتها حاجز الثلاثة آلاف ونصف الألف من المتابعين.
لتبقى الجميلات دومًا هن المتمسكات بأحلامهن؛ اللاتي يتعهدن على تحقيقها؛ المُثابرات.