كشف أردوغان صراحة عن موقفه المعارض تجاه النظام المصري الحالي، قائلا انه نتج عن “انقلاب عسكري”
ففي مقابلة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع قناة الجزيرة يوم الخميس قال الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي في عام 2013 لا يزال غير مقبول، حسب تعبيره.
الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في عام 2013 من قبل القوات المسلحة المصرية، كانت سببا في إثارة الجدل وتوتر العلاقات بين مصر وعدد من الدول الأخرى، وخاصة الولايات المتحدة، التي لم تكن متحمسة حول الاطاحة أو بالحملة اللاحقة على الإخوان المسلمين، وبالتالي قامت الولايات المتحدة بخفض المساعدات العسكرية لمصر ردا على ذلك.
وأصبحت العلاقات بين مصر وتركيا متوترة خصوصا بعد الاطاحة بمرسي، وهي الخطوة التي وصفت من قبل الإدارة التركية بأنه “انقلاب عسكري”.
وأردوغان لم يتراجع عن تصريحاته حول مصر، والذي يصور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كان وزيرا للدفاع قد نفذ انقلابا عسكريا على رئيس الدولة.
وقال اردوغان في المقابلة الاسبوع الماضي أن العلاقات بين الشعبين التركي والمصريين قوية بدلا من ذلك، مضيفا أنه يفرق بين الشعب المصري والحكومة المصرية، واصفا الشعب المصري بأنه “أمتنا”.
وأضاف أردوغان أن تركيا تدعم جميع الحريات ويحميها، وأضاف “نحن حماة الديمقراطية والشعب المصري قريب منا في نضالهم من أجل الديمقراطية”، حسب قوله.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد على تصريحات أردوغان مديناً تصريحاته ووصفها بأنها “غير مسؤولة”، في معرض حديثه عن السيسي، ويعتبر أبو زيد البيانات التركية استمرارا للـ”المعايير المزدوجة” للسياسة التركية على مدى السنوات القليلة الماضية.
وأضاف أبو زيد أيضا أنه صُدم بأن اردوغان يعتبر نفسه وصيا على الديمقراطية والحريات، بينما بلاده اعتقلت مئات من أساتذة الجامعات والإعلاميين، واعتبر أبو زيد أيضا البيانات هي من قبيل التحريض، التي تستهدف استقرار مصر.
وقال المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد عبد القادر أنه لا يوجد أي تغيير إيجابي في العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا وانه من المرجح أن أردوغان سوف تستمر تصريحاته ضد مصر.
وأضاف عبد القادر كذلك أن مواقف الحكومة التركية ووزارة الخارجية تختلف عن أردوغان، كما أنها تسعى لإصلاح العلاقات مع مصر، وتابع بالقول أن استعادة العلاقات الثنائية سوف يعتمد على عوامل معينة، بما في ذلك الامتناع عن التدخل في الشؤون العربية، والامتناع عن دعمهم للحركات الإسلامية السياسية.
واصل عبد القادر كذلك بالقول أن تركيا لديها سياسة متناقضة، فقد فعلوا أسوأ أشكال القمع ضد المعارضة، واختتم حديثه بالقول إن هيمنة تركيا قد تؤدي إلى الضغط على تركيا من قبل الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي للامتناع عن موقفها السياسي المؤيد للإسلاميين.
في وقت مبكر، في أكتوبر ، كان لأردوغان تصريحات مماثلة ضد السيسي، وقال إن تركيا سوف تقوم بتطبيع علاقاتها مع مصر عند إفراج الرئيس السيسي عن مرسي وحلفائه من السجن، وقال اردوغان أيضا أن الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا هو ضد مبادئ الديمقراطية.
وتتناقض تصريحات اردوغان، مع تصريحات رئيس الوزراء التركي التي قدمت في وقت سابق من سبتمبر، أن تركيا مستعدة لتحسين العلاقات مع مصر وأنه سيتم القيام بمبادرة جديدة لتطبيع العلاقات مع مصر.
وقال أبو زيد في أغسطس أن مصر كذلك على استعداد لتطبيع العلاقات مع تركيا إذا اعترفت هذه الأخيرة بانتفاضة 30 يونيو، وامتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية لمصر.